نشرت مجلة، " II Faro sul mondo" الإيطالية، تقريرا للتحول الجذري الذي شهدته سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في ديسمبر 2024، واصفاً إياها بأنها تحولت من "لاعب إقليمي مؤثر" إلى "ساحة مفتوحة" للقوى الأجنبية، ومن "محور المقاومة" إلى دولة منزوعة السيادة. ويشير التقرير إلى "مفارقة كبرى" تتمثل في استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ل أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) في المكتب البيضاوي، بعد أن كان مدرجاً على قوائم الإرهاب وبمكافأة مالية ضخمة. هذا المشهد يمثل إعلاناً رسمياً لتغير قواعد اللعبة في بلاد الشام. وتحدث التقرير عن خطة غربية لتسويق الشرع كقائد "مدني" من خلال استبدال الزي العسكري بالبدلة الرسمية، وتبني خطاب "الدولة الحديثة" مع استمرار العنف على الأرض (مقتل 11 ألف مدني في 2025 حسب المرصد السوري)، وكذا التعهد بتغيير السياسة الخارجية لإزالة النفوذ الإيراني ودمج سوريا في المعسكر "الأمريكي-الخليجي-الإسرائيلي". ووضح التقرير أن سوريا فقدت سيادتها أمام إسرائيل، حيث تنفذ القوات الإسرائيلية هجمات برية وجوية دون مواجهة حقيقية من "دمشق الجديدة". ويشير التقرير إلى تسريبات حول استعداد القيادة الجديدة ل "تطبيع تدريجي" مقابل الدعم الغربي. وجاء في التقرير": استخدم ترامب صلاحياته لرفع العقوبات مؤقتاً، لكنه ربط الرفع الدائم بشروط قاسية تشمل، تحسين العلاقات مع تل أبيب، وتقليص النفوذ التركي، والتعاون الأمني الكامل مع واشنطن". وخلص التقرير إلى أن سوريا عام 2025 أصبحت "كياناً هشاً" مقسماً بين نفوذ واشنطن وأنقرة وتل أبيب، حيث تُدار البلاد من الخارج، بينما يُهمّش السوريون في تقرير مستقبلهم.