الهبة: رائحة الخيانة والتآمر على حضرموت باتت واضحة وبأيادٍ حضرمية *- شبوة برس - المكلا «الأيام» خاص: أصدرت قيادة الهبة الحضرمية الثانية بيانًا سياسيًا وجّهت فيه رسائل حادة إلى أبناء حضرموت وشبابها المنتفضين، مؤكدة استمرارها في الدفاع عن حقوق المحافظة العادلة ومواصلة مسارها النضالي ضد الفساد وسوء الإدارة.
وأشارت قيادة الهبة إلى أنها تتابع عن كثب التحركات الشعبية الغاضبة التي تشهدها مديريات حضرموت، خاصة المطالبة بالخدمات الأساسية وفي مقدمتها الكهرباء، مؤكدة أن توفير هذه الخدمات واجب على السلطة والحكومة وليس "منّة" أو تحسينًا شكليًا.
وأوضحت أن الانهيار الحالي لم يكن عشوائيًا أو بريئًا، بل جاء نتيجة منظومة سياسية فاسدة قائمة على المحاصصة الحزبية التي قسمت الوطن، شرّعت الفساد، أقصت الكفاءات، ودمرت مؤسسات الدولة.
ولفت البيان إلى أن القوى السياسية والمكونات المختلفة اختلفت في كل شيء، إلا في تقاسم المناصب والمال العام، وتدمير أدوات الرقابة والمحاسبة، معتبرًا أن المواطن بات ضحية لصراعات لا ناقة له فيها ولا جمل.
وقال البيان "كما أن رائحة الخيانة والتآمر على حضرموت باتت واضحة، ومن المؤسف أن بعض أدوات هذا التآمر أيادٍ حضرمية باعت ضميرها، فمنهم من صار ذراعًا لقوى خارجية، ومنهم من ارتضى أن يكون موظفًا مأجورًا ينفذ أجندات لا علاقة لها بحضرموت".
وفي فقرة محورية من البيان، وجّهت قيادة الهبة الحضرمية الثانية رسالتها إلى شباب حضرموت الثائرين بضرورة إدراك الأسباب الحقيقية لانحدار البلاد، والتنبه إلى أن كثيرًا من القيادات التي تدّعي اليوم نصرة مطالبهم هي ذاتها من تسببت في هذا الفشل، مشددة على أن المعركة الحقيقية ليست فقط من أجل الخدمات، بل من أجل تحرير القرار من يد العابثين والفاسدين.
كما حذرت القيادة من صراع مفضوح على الساحة الحضرمية بين قوى سياسية لا تهتم بالمواطن أو معيشته، وتسعى لإسكات الشباب وسرقة حراكهم وإعادة سيناريوهات النفوذ السابقة، مشيرة إلى أن بعض الشخصيات المحلية تورطت في تنفيذ أجندات خارجية أو قبلت بأن تكون أداة مأجورة لمصالح لا علاقة لها بحضرموت.
ودعا البيان إلى تجنب انزلاق الحراك الشعبي إلى مواجهات مسلحة، مطالبًا الجميع بالتحلي بالوعي والانضباط، والتأكيد على أن حضرموت ليست ساحة لتصفية الحسابات أو تنفيذ أجندات مشبوهة. كما أبدت قيادة الهبة ترقبها لما سيقدمه رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك من مؤشرات إصلاح، مؤكدة أن إثبات النوايا الصادقة يتطلب قرارات فعلية لا تخضع للمحاصصة الحزبية، خاصة في ظل تآكل الثقة الشعبية.
ووجّهت الهبة نداءً مباشرًا إلى وجهاء وشيوخ ومقادمة القبائل والشخصيات الاجتماعية في حضرموت بضرورة تحمل مسؤولياتهم التاريخية، مؤكدة أن الصمت في هذه المرحلة يعتبر مشاركة في النتائج السلبية التي ستترتب على الأوضاع.
كما أعلن البيان مجموعة من المواقف، أبرزها: اعتبار أي طرف يركب موجة الحراك لتنفيذ أجندات تخريبية هدفًا مشروعًا للشعب، وتحميل المسؤولية الكاملة للجهات التي أوقفت إمدادات ديزل الكهرباء، ومطالبة الأجهزة الأمنية بكشف نتائج التحقيقات في أحداث إطلاق النار على المتظاهرين.
ودعت الهبة التحالف العربي واللجنة الرباعية الدولية إلى فتح تحقيق عاجل في جرائم الفساد والانهيار الخدمي، ومحاسبة المسؤولين المحليين وعلى رأسهم المحافظ، محذرة من اعتبار أي تقاعس في ذلك تواطؤًا.
وطالبت كذلك بتشكيل لجنة شعبية من الكفاءات والنخب النزيهة، بإشراف قوات النخبة الحضرمية، للتحقيق في قضايا الفساد والرقابة على موارد حضرموت، مؤكدة استعدادها لاستخدام كامل قوتها القبلية والشعبية في مواجهة أي طرف يحاول جر المحافظة إلى الفوضى.
واختتمت قيادة الهبة بيانها بالتأكيد على دعمها لكل حراك شعبي سلمي نابع من هموم المواطنين، ورفضها أي تدخل خارجي يسعى لتسييس هذا الغضب، مشددة على أن سلمية المظاهرات والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة دليل وعي، محذرة من أي تصعيد مريب يهدف لإفشال الحراك الشعبي.