بدأت تضييق الدائرة على عناصر أنصار الشريعة التي أحكمت سيطرتها على مدينة المكلا وبقية مناطق ساحل حضرموت منذ أبريل 2015م ، ولعل تتويج خيار الشروع في بدء تحريرها لم يكن محليا فحسب بل قرار تحريرها وعودتها إلى الدولة اليمنية جرى أتخاذه داخل القيادة العسكرية لدول التحالف العربي بتنسيق يمني رسمي وفي أعلى المستويات . مؤشرات العمليات العسكرية كانت مطلع هذا الأسبوع تمثل في الضربات الجوية كرسالة واضحة ينبغي على المعنيين فهمها والتحرك لتدارك الأمر وللأمانة الطلعات الجوية كانت بشكل ملفت على مدينة المكلا وضواحيها حيث استهدفت مباني ومعسكرات تحت سيطرة القاعدة وان كانت لم تستهدف العنصر البشري ولكنها تؤكد معالم ووضوح أهدافها . ثمة تواصل بذلتها شخصيات وقيادات ووجهاء حضرموت لمحاولة ايقاف القصف خشية على المدنيين ومصالحهم العامة والخاصة والمباني من الدمار لعل ان ينهض رجال وحكماء حضرموت ومن شيوخ ومجلس العلماء الذي يعد مرجعية اليوم بين المجلس الأهلي الحضرمي الذي تأسس منذ دخول القاعدة المكلا وأصبح يمثل الإدارة المدنية والخدمية لساحل حضرموت نظرا للفراغ الذي تركته السلطة في ابريل للعام الماضي . ما بوسعه اليوم وأكثر من أي وقت مضى تناط مهمة إنسانية ودينية بل يحتم على مجلس العلماء ان يكون له تحركاً مسئولاً لإقناع عناصر (أنصار الشريعة) بالأنسحاب والأتفاق معهم على جدولة أنسحابهم لأن قرار دخول القوات الرسمية بمساعدة وأسناد قوات التحالف العربي وبغطاء الطيران قد أتخذ ولا هناك مبرر لرفض الانسحاب لأن المتضرر أولا وأخيرا هي المكلا وأهلها ومصالحهم ومبانيهم . وعلى العقلاء في أنصار الشريعة ان يحسبونها بدون انفعال وتعصب لا امكانياتهم التسلحية ولا البشرية ولا العتاد العسكري مؤهل للصمود والمواجهة مقارنة للطرف الأخر تمتلك أمكانيات دول نصيحة لتجنب إراقة الدم والحفاظ على أرواح الناس ... على الجميع ان يعي إن العالم بكامله موحد ضدكم وأنتم تعرفون أكثر من غيركم ... كل ما نتمناه على رجال العلم والمشورة ممن تتوفر فيهم صفة قيادة الأمة كما عهدناهم في ناصية التحرك والتقليل من تداعيات الفوضى وتوفير قدر من الأمن والاستقرار والخدمات للناس تقع عليهم الاستشعار بخطورة الموقف للحفاظ على أهلنا في حضرموت يجب ان ننأ بأنفسنا عن تحويل حضرموت إلى ساحة حرب وصراع ويتم تسليمها للدولة ويكون الجميع تحت مضلة الدولة لأن بقائها في هذا الوضع بصراحة يضع حضرموت بكامل مقدراتها في مواجهة عنيفة ليس مع التحالف والحكومة معا بل مع العالم برمته هذه حقيقة يمليها ضميري الوطني والإنساني ينطلق من حرص على تجنب اراقة مزيد من الأرواح في حروب عبثية . شيوخنا الأجلاء .. لكم تشاهدون بأم أعينكم حجم الدمار والخراب جراء غارات التحالف الدولي في سوريا والعراق وليبيا وحتى الغارات الجوية لدول التحالف العربي في عدن ولحج مؤخراً وما نالته محافظة أبين عام 2012م بسلاح الجيش الحكومي حين أقرت تحريرها . قد يقول قائل لماذا الحكومة تركت تحرير صنعاء من الحوثيين وقوات صالح وتوجهت إلى حضرموت الساحل ؟ كلاهما المسيطرون في المكلاوصنعاء وما جاورها مليشيات غير شرعية والعالم يناهضها ولن تبقى صنعاء تحت سيطرة مليشيات الحوثي ولا المكلا تحت سيطرة مليشيات القاعدة .. فهل يوجد عقلاء يحرصون على التفاهمات للصالح العام ؟ .. وأخيراً نقول : أجنحوا للسلم .. أجنحوا للسلم . وكفى.