الحرب التي يخوضها اليمن اليوم بالتعاون مع ايران وحزب الله وسوريه والعراق تعد امتداد لحروب مشابهة لها خاضتها صنعاء ضد العرب الجنوبيون وممالكهم القديمة وضد المقدسات ومنها.. احتلال المعانين الارام للشمال - اليمن السياسي- عام 525قبل الميلاد واقامتهم للملكة معين الرهوي الاول في الجوف ثم توسعهم جنوبا مع ضعف مملكة حضرموت الكبرى واحتلالهم لمارب -سبأ- وغيروا تسميتهم من معانيين الى سبئيين انتسابا الى الارض بالتزامن مع انتقال الحكم من الملوك الى المكاربة- من يجمعون السلطتين معا السياسيه والدينيه - عام 350 قبل الميلاد مع ان بعض المؤرخين يضعون خطا تواريخ 650 او 850 قبل الميلاد لظهور مملكة سبأ.. ومع ضعف مملكة حضرموت احتل هؤلاء السبئيين مملكة حضرموت عام 150 قبل الميلاد ثم جاءت حروب التحرير التي قام بها ذو ريدان ضدهم واجلاؤهم من الجنوب العربي ارض مملكة حضرموت ومن اليمن السياسي حاليا - الشمال- عام 115 قبل الميلاد..وتوحيد الجزيرة والخليج لمجابهة الاخطار.. وفي مطلع القرن الخامس الميلادي قام الملك الكندي حجر اكل المرار ملك نجد والبحرين والعراق بحرب خاطفة على فارس بدعم صهره وحليفه التبع الجنوبي حسان الحميري في عهد ملكها نقباد وحرر الاحواز و مدينة في فارس اسماها همدان وميناء قي جنوبها اسماه جيش التبع عبدان على اسم احد ملوك حمير الجنوبيين ومازال باسمه حتى اليوم. ومثله مدينة عبدان في نصاب بشبوة . ثم ظهور الاحباش كوكلاء للروم بعد انهيار مملكة ذوريدان باللقب الملكي الحميري الطويل واحتلوا اليمن السياسي عام 510 م واسموا الارض ا ر ض ح ب ش ت - ارض الحبشة- بغرض جعل الجزيرة العربية جزيرة حبشيه.. وظهر اليزنيون الحميريون الجنوبيين من ميفعة كمحررين بقيادة الملك ذو نواس - يهودي- وتم تحرير ظفار عاصمة مملكة حمير الكبرى و صنعاء وتعز وتهامة ..الخ من المنطقة وهزيمة الاحباش والروم عام 518م في اخر معاقلهم في جزيرة العرب. وعاد الاحباش مرة ثانيه لاحتلال اليمن - الشمال - المرحبين دوما بالغزاه ضد الجزيرة العرببة والخليج عام 525م.. ووقفوا عند حدود - اليمن السياسي - دون التوغل الى الجنوب.. وفي عام 537م توغل الاحباش مع وجود خلاف حول التوغل فيما بينهم الى الجنوب العربي وقتلوا الملك سميفع اشوع الثاني من ذويزن في احد انفاق كدور او الجدو من وادي ميفعة ارض اللبان والبخور بخيانة من ذو جدن اخوة ذويزن ثم هاجم ابرهه الحجاز بغرض هدم الكعبة المشرفه وسرقة الحجر الاسود وتحويل الكعبة الى صنعاء.. لكن الله ارسل عليهم الطير فماتوا وهزمهم بينما بقيت جيوشهم في اليمن - الشمال- وفي الجنوب العربي واستقدم الملك سيف 3500 من الفرس الساسان معونة كسرى بعد ان عجزت الثورات العربيه الجنوبيه عن هزيمة الاحباش المدعومين من الروم وحرر الجنوب ثم واصل انتقامه من الاحباش وغزا ارض الحبشة (اليمن ) كما جاء في كتب المؤرخين والرواه الاخباريون عام 565م .. وبعد وفاته طمع الفرس في احتلال اليمن - الشمال- وارسلوا حملات فارسيه ليست من الساسان وانما مشكلة من قوميات فارس المختلفة وحكموا صنعاءواليمن وتركوا الجنوب الى وقت لاحق .. ومات كسرى وبزغ فجر البعثة المحمديه دون تحقيق حلم تحويل الجزيرة العرببة الى جزيرة فارسيه.. وهكذا يتجلى دور العرب الجنوبيون في الدفاع عن عروبة الجزيرة والخليج والمقدسات.. وهكذا يشعل "الابناء " الحرب اليوم التي تدور رحاها استجرار لتلك الحروب القديمه .واستحضار لاطماعها التوسعيه . واذا لم تسارع دول الجزيرة والخليج العربي كافة بدعم استقلال الجنوب العربي وقيام دولته فان الجزيرة والخليج معا سيكونان فارسيان ولن تنجو من ذلك المصير دولة بما فيها حليفة ايران اليوم سلطنة عمان الشقيقة. علي محمد السليماني صحفي وباحث في تاريخ الجنوب القديم. 11/9/2026