أناشدُ الملك الإنسان مَكرمة **ومن سواهُ لهذا الأمرِ يجتهدُ والأمرُ يا أعدل الحكامِ تعرفهُ**طالَ العناءُ بنا والدربُ والأمدُ من أرضِ بلقيس وعثاء الدروبِ بدتْ**حشودها فسُراةُ الليلِ قد وفدوا ضاقت بنا الأرضُ فالأجواع تقهرنا**والهمُ والغمُ والإحزانُ تحتشدُ أرضي ونِيرانها في حِقدها اشتعلتْ **والظلمُ في كفهِ من بؤسه مسدُ ماذا دهانا فذاكَ الرحبُ يُنكرنا **وتلكَ أيامنا نعيشها جَلدُ الجوعُ والموتُ والشحناء تغمرنا**أهل السعيدة لا سَّروا ولا سَعِدوا سلوا الليالي التي عشناها في ألمٍ**سلوا الصباحاتِ كم في وجهها كمدُ ووجهة القوم حيث الحبُ يشملنا**يا أرضُ نجدٍ كفاكِ شر من حسدوا وشائج القربِ والتاريخ تجمعنا**من لا يرانا مَعاً في عينهِ رمَدُ هنا إمتداد الرحاب اليوم يمنحنا**دفء الوئامِ فلا غِلٌ ولا حسدُ وجئنا حيث يقينُ الناسِ يأخذها**وحيث أخوتي من أرزاقِها وجَدوا لكننا اليوم في ضيق وفي ألمٍ**وحبل صَبرنا قد أودتْ بهِ العُقدُ كم أثقلتنا تكاليفُ الحياة وكم**من أمنياتٍ بقربي اليوم تبتعدُ نكافحُ الهمَ حين الهمُ يُوهننا**والرزق من حولنا فلا تنال يدُ نناوشُ الزمن القاسي ويهزمنا**في الزمهريرِ بوجْهِ الريحِ نبتردُ في لحظةِ التيهِ ضاعتْ كل قافلةٍ**لعلَ ما ضاعَ مِنا عنده نجدُ جئنا لسلمان كف الجود ننشدهُ**بحبٍ من في رحابِ الله قد سَجدوا جِئنا لمملكة تهمي الغيوم بها**وفي مواسمها من خيرها رغدُ هي التي لَملمتْ شعثَ العبادِ وكمْ**من منغصاتٍ وهانتْ حين نتحدُ سلمان نحن طيورُ الأرضِ في سفرٍ**فلا يضيق بنا جوٌ ولا بلدُ جِئنا إلى أرض خيرٍ لا مثيل لها*أسراب طيرٍ سرتْ ورزقها مددُ هي الأمانُ وبيت الله حارسها**أرضٌ إليها ضيوف الله قد قَصدوا وعودة الطيرِ للأوطان أمنيةٌ**وقد نأتْ حينَ ضَاعَ الأمنُ والسندُ يا قصةُ الصبرِ ترويها مدامعنا**وسُهدُ عينٍ وخلق الله قَد هَجدوا في خيمة من أمان عشنا في أملٍ**وتحت ظلها نام الأب والولدُ فهبت الريح ..ما للريح ما سكنتْ؟ **خيامنا هدها الأثقالُ والوتدُ أثقالُها أرهقتنا بل وتُعجزنا**الريحُ تعبثُ بل والحرُ يتّقدُ ناشدتك الله يا سلمان ترفعها **تلك التكاليف لا يقوى لَها أحدُ لا يجمعُ الله من عسرينٍ في زمنٍ**جرحان في القلبِ لا يقوى لها الجسدُ تأليف: فاروق المفلحي. برانتفورد. كندا . في تاريخ 19 يوليو 2017م