أتابع تطورات الاحداث التي كادت ان تتطور فتدفع كوريا الشمالية إلى ان تنساق الى طيشها ، فيؤدي ذلك الطيش الى نشوب توتر مع شقيقتها كوريا الجنوبية قد تفضي ألى حرب مدمرة لا تبقِ ولا تذر. إستلهمت كوريا الجنوبية بفضل حصافة قياداتها ، إستلهمت ضبط النفس والتريث وإعتناق الحوار وتوخي الحذر في الركون الى التهديد والإستخفاف او السخرية من مغامرات كوريا الشمالية، التي قد لا تتورع عن خوض الحرب بدون اي تردد او تخوف. قرار كوريا الشمالية في شن الحرب قرار سهل وسريع ولا يحتاج الى مداولات وحورات، فقط يشير رئيس كوريا الشمالية-كيم جونج يون- يشير ويحدد يوم الهلاك والحرب، وترى الارض اشتعلت واحرقت الكوريتين في مشهد مخيف قد يؤدي الى مهلكة بشرية لا سابقة لها . لم تصغي كوريا الجنوبية الى كلام التحريض من قبل الحلفاء، وحشد الاساطيل وحاملات الطائرات ، فهي تعلم ان الحلفاء يتحدثون عن الحرب الكورية، وهم على بعد ألاف الكيلو مترات، ومن سيصلى بجحيم الحرب هم ابناء الكوريتين . هنا آثرت كوريا الجنوبية استلهام الحوار مع الشمال مهما خالف ذلك رغبات ونوزاع الحلفاء. اليوم تزف الأنباء ان وفداً كبيراً من -كوريا الجنوبية- التقى الرئيس الكوري الشمالي، ورشحت الاخبار عن تطورات سلام تتخلق بصمت، وقد تفضي ربما الى تفكيك السلاح النووي الكوري الشمالي، بعد ان تركن كوريا الشمالية الى أمنها وتحصل على ترضيات مهمة ومنها رفع - الحصار- المُطبق عليها ومنذ سنوات طويلة . هذا الحوار هو الذي لا يكلف الا تذاكر سفر ورسائل، ومكالمات هاتفية، يصاحب ذلك وقف حملات التشوية والازدراء وأعني بذلك الحملات الاعلامية الطائشة . وعن دول الخليج فمنذ سنوات انكفأت في حواراتها على نفسها، فلم تتحاور مع خصومها ، وارتاحت الى أن تسمع صوت التحريض والمواجهات مع - ايران - ، بل ان التيار الديني المتشدد لا يرضيه اي حوار مع -الشيعة - بل يصفهم بالكفر والزندقة. اذا واصلنا تكفير الناس فليس في دول العالم اليوم ذلك المؤمن الذي يتمسك باهداب المسيحية بل ان الصين وهي الصديق للعالم العربي لا يعنيها الدين وليس في دستورها ما يلمح العقيدة ما سوى العقيدة الشيوعية . الحوارات يجب ان ترقى على الخلافات المذهبية والعرقية والثقافية بل والسياسية، وان يبقى الحوار هو الهدف الاسمى وهو المثل الأعلى وهو طوق نجاة الامم، من ويلات الحروب والمهالك . فاروق المفلحي
