الكتابة العربية الجنوبية أو ماتعرف (كتابة خط المسند) من المقالات العلمية الحديثة للعالم كريستيان روبان من مقالاته عن الكتابة واللغات العربية الجنوبية والسامية وأنقل هنا ماكتبه عن حضارة الكتابة في مباحث عدة أختار عنوانه أعلاه ص (84) والحلقة الثانية ص ( 85) والكاتب روبان مدير مساعد لمؤسسة الأبحاث والدراسات حول العالم العربي والإسلامي وعن الكتابة الجنوبية يذكر :- كان اليمنيون القدماء جميعاً يستخدمون كتابة تسمى "الكتابة العربية الجنوبية" (خط المسند) مشتركة مابين كافة قبائل الجزيرة العربية الجنوبية السبئية والقتبانية والحضرمية والحميرية وممالك الجوف الصغيرة أو العرب (عرب الجوف ونجران وقرية الفاو) باستثناء بعض الحروف فقط وهي في أغلب الأحيان لاتتردد بكثرة ذات شكل خاص احياناً ( أنظر حول أصل الكتابة "أصول وتطور الكتابة العربية الجنوبية" لفرنسوا برون) وكقاعدة عامة لاتسجّل هذه الكتابة سوى الحروف الصامته دون أن تشير الى الحروف المشددة ومع ذلك تكتب بعض حروف العلة بالسبئية وهي الحروف الممدودة في نهاية الكلمة (آ، ي، و) مكتوبة بواسطة الياء أو الواو وقد كانت المعينية والحضرمية تستخدمان أحياناً الحرف ها للدلالة على النطق اٍ. إذا كانت الحروف تملك الشكل ذاته في مجموع لغات جنوب الجزيرة العربية فإن طرق التنفيذ يمكن أن تتباين نسبياً من مملكة إلى أخرى مثلما يمكن لها أن تتباين في الزمان كما بيّنت جاكلين بيرين ذلك على نحو جيد. فهناك نقوش معينية وسبأية وقتبانية متعاصرة إلا أنها لاتملك تماماً نفس النمط من الخط. وهكذا فإن الكتابة القتبانية هي من الرهافة والليونة في تطبيق قواعد النسب بحيث تبدو متناسقة بوجه خاص كما أن تنفيذ الحروف يتطور مع الزمان ايضاً " انظر الجزء المخصص لعلم قراءة النصوص القديمة في التسلسل التاريخي ومشكلاته" أما الكتابة التي تسمى (عربية) فلم تعرف في الجزيرة العربية قبل الإسلام لقد اتت من عرب صحراء بلاد الشام الذين استعاروها نحو بداية القرن السادس الميلادي من مسيحيي بلاد الشام والعراق والذين كانوا يتكلمون ضرباً من الآرامية كان يطلق عليه" السريانية " ويستخدمون أبجدية مؤلفة من 22 حرفاً صامتاً ملائماً لهذه اللغة. - إشعاع جنوب الجزيرة العربية نجد في الحبشة نقوشاً تعود في تاريخها إلى القرن السابع - السادس قبل الميلاد مكتوبة بكتابة عربية جنوبية وبكتابة سبئية وقد عزيت هذه الكتابات إلى نازحين سبئيين ثم إن السكان المحليين فيما بعد استخدموا الكتابة ذاتها لكتابة لغتهم وكيّفوها قليلاً لكيما يتمكنوا من تسجيل الحروف اللينة ولاتزال الكتابة الهجائية الحبشية حية إلى اليوم : إنها الحفيد الوحيد للكتابة السبئية. أما الكتابة الإحسائية (الحسائية) فهي مطابقة للكتابة العربية الجنوبية إذا مااستثتينا حرفاً واحداً واحداً هو حرف الغين ذو الشكل المختلف وإن كان جمالياً أقل إنتظاماً ولانعلم إذا كان قد استعير من جنوب الجزيرة العربية أم أنه مشتق من سلف للأبجدية العربية الجنوبية
