إخلاء المدن من المعسكرات، كان ولايزال وسيظل مطلب كل العقلاء والحريصين على سلامة المواطنين وأمنهم، لما يشكله وجود المعسكرات وسط أو بالقرب من التجمعات السكانية من مخاطر، لاسيما وأن هناك تجارب وأحداث مؤلمة قد شهدتها العديد من المدن، وكان سكان بعض مدن حضرموت قد تجرعوا مرارة وجود معسكرات فيها، ولاتزال حادثتي معسكر القرن في سيؤون، ومعسكر العليي في الشحر ماثلتين بآثارهما المأساوية، بعد أن تسببتا بإزهاق أرواح بريئة، وإصابة عدد كبير من المواطنين بجراح، ناهيك عن الخسائر المادية والأضرار النفسية، والحادثتان مجرد مثال لا للحصر. إن وجود المعسكرات في المدن وفي التجمعات السكانية، تشكل خطورة بالغة على حياة المدنيين، كما أنها معيقة لحركة الحياة، وتمنع أي رؤية مستقبلية لوجود تنمية وتطور، والمثال الصارخ في ذلك، وجود المعسكرات في قلب مدينتي سيئون والقطن، وبالقرب من الأسواق العامة والمدارس والمستشفيات، وبما تحويه هذه المعسكرات من أسلحة ومستودعات مليئة بالذخائر والمتفجرات والمواد القابلة للإشتعال، يجعل حياة السكان والمارين بها في خطر حقيقي ودائم، فهي عبارة عن قنابل قابلة للانفجار في أي لحظة، خاصة وأن الإهمال والعشوائية واضحتان في جنود هذه المعسكرات والقائمين عليها. إننا لانطالب فقط بتطبيق القانون الدولي لحماية المدنيين من مخاطر وجود المعسكرات داخل المدن، أو منع تخزين الأسلحة والمتفجرات وسط التجمعات السكانية، إنما ايضا نطالب بنقل هذه المعسكرات الى أماكن بعيدة، وتوجيهها إلى مناطق القتال في الجبهات، حيث تحتاجها تلك الجبهات أكثر من حضرموت، خاصة وأن هذه المحافظة ليست منطقة حرب مباشرة، وأن تتخلى هذه المعسكرات وجنودها، عن القيام بمهام هي من اختصاص الشرطة، وأن يسلم زمام الأمن العام لقوات أمنية متخصصة، وأن يعيد الجيش المتواجد في مدننا المباني والمنشئات المدنية للجهات المعنية، ويكفي إذا عرفنا أن الجيش المتواجد في القطن قد استولى على مباني المحكمة، وحوّلها إلى ثكنة عسكرية، ومثلها في سيؤون ومناطق أخرى. بات من الضرورة بمكان أن يتحرك الجميع، فعاليات اجتماعية ومدنية، وأحزاب وقوى سياسية ومنظمات، للمطالبة بإخراج هذه المعسكرات ومخازن الأسلحة الى خارج المدن، ليعيش السكان آمنين على أرواحهم وممتلكاتهم، وأن تتكشف آفاق التطور والتقدم، لأنه بوجود المعسكرات والثكنات العسكرية ستظل كل منافذ المستقبل محجوبة، وسيظل العيش الآمن والسلام أمرا محالا، وستظل حضرموت وخاصة واديها مرتعا لكل جريمة وفعل سيئ. حفظ الله حضرموت وأهلها والمقيمين فيها من كل سوء ومكروه، ولتتظافر الجهود نحو تحقيق واقع آمن ومستقبل مزدهر.