حداد بن حسن الكاف مولعي الشاي يتميّز الشاعر والملحن والمبدع الحضرمي السيد "حداد بن حسن الكاف" رحمه الله بشغفه وكثرة تكراره في قصائد أغانيه بذكر الشاي ووصف طقوس تحضيره واحتسائه ، وإبرازه كركن من أركان السمر الحضرمي - وهو في الواقع كذلك - معبرا بذلك عن عادات وتقاليد مجتمع حضرموت المحافظ ، وعن ممارسة شخصية ، وشعيرة من شعائر الونس والأنس والانبساط واستدرار القريحة حيث لا يتم ولا يكتمل ولا يطيب السمر وجلسة الشعر والغناء واللقاء بالمحبوب إلا بوجود كاس الشاي وعدة البخاري : السماور والفناجين وحنات المعالق ( الملاعق ) . إنه ولع مكتسب من سمة من سمات البيئة الاجتماعية والمجتمع الحضرمي غير أنه أيضا كان عنصرا من عناصر الخصوصية في شعر حداد الكاف ويبلغ هذا الولع أقصى مداه في أن يصبح السماع لصوت الملاعق أثناء تحريك السكر في فنجان الشاي لذة في حد ذاتها ( بلتذ بحنّات المعالق في الفناجين ) ، ( تحييه حنّات المعالق في فناجين المحبّين ) .
ومن أغاني وأشعار حداد التي يتغنّى فيها بولعه بالشاي نقتطف مايلي : يقول حداد : يا داير الشاهي تفضّل اسقنا من كاس شاهي هني فنجان من شاهيك يقطع خرمتي يا زين لفنون وقال : ودّي بسمرة أنا ويّاه في وسط بستان والّا با نظلّي شوف السماور على يمناه من كاس شاهي يسقينا ونسقيه وقال أيضا : يا فرحة الخاطر إذا قدنا على جانب محبّي با ينبسط قلبي المغبون با طفّي أحزاني ومن شاهيه بتهنى بشربي بلتذ بحنّات المعالق في الفناجين وقال : رَوَّح الخاطر عشيِّة يرتعد واهل الهوى في قصر عالي بين لكؤوس الهَنيِّة لي خَذَوا من شُربَها لحواس بَتَّين وقال : دُرْ عَلَي كاسَك القَاطِع معَتَّق لا تخلّيه كاسك يا مُحِبِّي مُدَاهِق من شروط التمَدُّن نِصف فِنجان مَصبوب والذِّي له يصرّف عَذِب مَزْلَق عنده الفنّ والقانون والرَّاس فارق با ينُظّم فِيِ العِدِّه بمعنى وترتُوب والحلَل منَّها أحمر وأزرق با يسُر قلبك العاشق حنين المعالق قبلما تنقطع خَرمَتَك من خير مشروب وقال : على البسط من شَرْقَت الى المغرب امظَلّي أنا ايَّا صحابي نشرب الشَّاهي ونسمَع حنين العود وقال : مَن تخبّرك منّي قل لهم في أذيّة لا عَبر قوت في حلقي ولا نوم بيّه خايل الّا بخلّي بيده الكاس مليان وقال : با تِكْمَلِ الرَّاحَه وبلتذ بالهناء من قاطع الحُمرَة سَجلة بسَجلة بيننا با ذوق من مشروب حالي فيه الشِّفاء للمُعتني لي عند قلبه غاية الحَسْرَة تحييه حنَّات المعالق في فناجين المُحبِّين وقال : لي ظن زَهْدي ما خَلَف عنّه وعلى قواعد كل من جالسه يتمدّن يا خير ساقي لي ملأ دنّه مُد لي بدَنّ با ذوق شاهيك المسدّن ع التمدّان