تشهد محافظة شبوة الاستراتيجية في اليمن حالة من التشرذم والانقسام بعد أن أصبحت تحت نير أربع قوى ممثلة في الشرعية اليمنية والإصلاح والحوثيين وظهور القاعدة أخيرا، والذي أربك المشهد، حيث تزامن هذا الظهور مع تصاعد حاد في جبهة مأرب. يقول الصحفي باسم الشعيبي، إن "ظهور عناصر القاعدة في شبوة ومشاركتها في معركة معسكر العلم ليس أمرا مفاجئا، فمنذ سيطرة حزب الإصلاح على محافظة شبوة قبل عامين عاد نشاط تنظيم القاعدة إلى الواجهة، مستغلا إنهاء تواجد قوات النخبة الشبوانية التي كانت قد نجحت بتأمين المحافظة من العناصر الإرهابية". ويضيف في حديثه ل"سبوتنيك"، إن المحافظة تحت سيطرة حزب الإصلاح باتت مأوى آمن للقاعدة، ومؤخرا استقبلت السلطة المحلية الموالية لحزب الإصلاح في شبوة عناصر إضافية من الفارين من بلدة الصومعة في البيضاء والتي سقطت بيد الحوثيين. المأوى مقابل القتال وأكد الشعيبي أنه "لا توجد هناك سيطرة مباشرة لعناصر التنظيم في شبوة، ولكن هناك تخادم واضح بين حزب الإصلاح وعناصر القاعدة قائم على مبدأ "المأوى مقابل القتال"، أي أن يلتزم حزب الإصلاح بالسماح لعناصر القاعدة بحرية الحركة في شبوة، مقابل مشاركة عناصر التنظيم في معارك حزب الإصلاح المختلفة، وخاصة ضد القوات الجنوبية وهو ما رأيناه واقعا في معسكر العلم التابع للنخبة الشبوانية". وأشار المحلل السياسي إلى أن الجنوب عانى كثيرا من هذا التخادم بين الإصلاح والقاعدة، وما عودة العمليات الإرهابية في عدن بعد سنوات من تحسن الحالة الأمنية، إلا انعكاس لعودة نشاط القاعدة في المناطق الواقعة تحت سيطرة حزب الإصلاح.