يبدو ان السعودية لم تحسم امرها مع اخوان اليمن، فلا هي التي مكنتهم ولا التي تخلت عنهم، والسبب في اعتقادي ان السعودية تخشى من تحالف الاخوان مع الحوثي ضدها قبل ان يطوى ملف الازمة حتى لاتخسر كل شيء وتدوي هزيمتها في اليمن، وترى ان تحييدهم في هذه المرحلة افضل من التحاقهم بالحوثي. ادرك اخوان اليمن هذه المعادلة مبكرا وفتحت شهيتهم للابتزاز بل فرضوا معادلة اخرى وهي كلما زاد الابتزاز زاد الدلال، وما اشهار "مجلس حضرموت" من الرياض الا بعض من الدلال السعودي امام ابتزاز الاخوان. طبيعي ان تضمن السعودية مصالحها في بلادنا لكنها أدهى من ان تناصبنا العداء لتحقيق ذلك.
لذا فالضامن الاكيد لمصالح السعودية في الجنوب هم الجنوبيون، مهما تماهت مع الاخوان في حضرموت او في شبوة من قبل لكنها تدرك ان الاخوان عبء عليها في الجنوب والشمال ولن تسمح باغتنام او تطويع الجنوب للشمال مرة اخرى وما غزوة خيبر ومحرقة العلم عنا ببعيد. اعتقد ان السعودية تريد ان ترمي الاخوان على كاهل التسوية السياسية، الا ان حضرموت لن تكون وطنا بديلا للاخوان لكن السعودية تحقق من خلالهم هدفين: 1- الاشادة بموقف السعودية لاحترام خصوصية الحضارم ، وجس نبض الشارع الحضرمي تجاه السعودية وبالتالي موقفها من الانتقالي بالضرورة.
2- جعل الاخوان في مواجهة الشعب في حضرموت وهزيمتهم جنوبا اسوة بالحوثي لارغامهما على التسوية دون ابتزاز او دلال.
وفي المقابل يحقق الاخوان من فائض الدلال السعودي هدفين: 1- محاولة تقاسم حضرموت (وادي و ساحل) مع الانتقالي ما امكنهم ذلك وبالتالي تقاسم المجتمع الحضرمي بالضرورة.
2- استفزاز مشاعر الجنوبيين وتحريضهم ضد السعودية باعتبارها "بلد المنشأ" لمجلس حضرموت ونفي صفة الوطنية عنه وتخوين اصحابه.
لكنني مستبشر بفشل هذا المشروع قبل ان يعقد اجتماعه الاول في حضرموت (اذا كتبت لهم العودة وتيسير السبيل) ليس لانه ولد في الرياض وباشراف مباشر من السفير آل جابر ولكن لان المشاركين من حضارم الداخل هم من تنظيم الاخوان المنبوذ في حضرموت والجنوب، ومن حضارم الخارج هم من المغتربين المعزولين كليا عن الواقع في حضرموت ناهيك والواقع في الجنوب واليمن اجمالا.