لقد حدد الجنوبيون موقفهم في الحرب وأتخذوا الموقف الصحيح في الوقوف في صف التحالف العربي من الصراع القائم والمتأرجح حاليا بين حالة اللاسلم واللاحرب، كما أنهم أعطوا ظهورهم علانية لإستمرار الوحدة مع اليمن من اليوم الأول للحرب، بعد أن حرروا أنفسهم من الاحتلال العسكري المباشر عدا وادي حضرموت ومكيراس في أبين لكنهم لم يتخلصوا من الحضور السياسي للشرعية اليمنية جنوبا حتى الآن. وبسبب التزامهم المبدئي بمواجهة المليشيات الطائفية الحوثية فقد وجدوا أنفسهم يخوضون معركتين الأولى عسكرية مع مليشيات الحوثي على طول الحدود الدولية بين اليمن والجنوب العربي في جبهة تمتد من شبوة إلى البحر الأحمر مرورا بأبين ويافع والضالع والصبيحة ومعركة سياسية مع منظومة شرعية فاسدة تنهش في الجسد الجنوبي لا تختلف أهدافها عن مليشيات الحوثي في أطماعها في الجنوب.
إنه في سياق هذا الصراع وجد الجنوبيون أنفسهم طرفا في صراع إقليمي أكبر في مواجهة أحد وكلاء إيران في المنطقة بعد أن نجح الأميركان في مشروعهم التقسيمي للمنطقة وقاموا بتسليم العراقلإيران بعد غزوه في 2003 م، والذي كان بداية لإنهيار ثوابت بعض الدول الوطنية وتعميم فوضى الجماعات اللادولتية فيها، بعبارة أخرى فإن صنعاء وقد صارت اليوم جبهة أمامية لإيران لم يعد الجنوب هو المستهدف ولا المعنى وحده على خوض معركة نيابة عن الآخرين، خصوصا بعدما أصبح جليا أن المليشيات الحوثية التي تسيطر على صنعاء الآن لن يتسع خيالها لقبول الآخرين من الشوافع في اليمن الأسفل وتهامة وسكان شرق اليمن في مأرب والجوف كشركاء في دولة واحدة معهم تبنى على أسس المواطنة المتساوية وإنما يريدون فرض نهجهم الطائفي والسلالي على تلك المناطق.
