بوادر حرب تدور في الافق واستعدادات من قبل رجال القبائل لصد ما اسموه الزحف الحوثي الي يستهدف محافظتهم بحسب رسالة صادرة عن قبائل مأرب وموجهة للرئيس هادي أكدت القبائل خلالها أن محافظة مأرب "تمر بمرحلة خطيرة وحساسة جداً، بسبب تهديد المليشيات بغزو المحافظة تحت مسميات وحجج كاذبة". ولفتت الرسالة، الجمعة، إلى أن "قبائل مأرب خرجت لحماية أرضها، ومصالح اليمنيين، بأمر من الرئيس هادي شخصياً، كونها تحتضن مصالح حيوية من غاز ونفط وطاقة كهربائية". وجددت القبائل إدانتها ل"الإرهاب بكل صوره وأشكاله"، معلنة "رفضها القاطع لتواجد أي مليشيا أو جماعات إرهابية في مناطقها، وأنها ستقف بكل قوة إلى جانب القوات المسلحة، وترحب بها لحفظ الأمن والاستقرار، وإبعاد مأرب عن النزاعات السياسية والحروب العبثية". وحمّلت الرسالة، الجميع "مسؤوليتهم تجاه مأرب وأهلها ومصالح اليمنيين وثرواتهم التي في حال حدثت حرب، فقد تفلت الأمور، وتتدخل جهة ثالثة (لم تسمها) لديها مصالح وأجندات خارجية". ومنذ 21 سبتمبر الماضي، تسيطر جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، المحسوبة على المذهب الشيعي، بقوة السلاح على المؤسسات الرئيسية في صنعاء، ورغم توقيع جماعة الحوثي اتفاق "السلم والشراكة" مع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وتوقيعها على الملحق الأمني الخاص بالاتفاق، والذي يقضي في أهم بنوده بسحب مسلحيها من العاصمة، يواصل الحوثيون تحركاتهم الميدانية نحو عدد من المحافظات والمدن اليمنية بخلاف صنعاء. ومن جهة أخرى ، يحذر الحوثيون من محاولة "إسقاط المحافظة في يد التكفيريين والقاعدة"، بحسب خطابهم السياسي والاعلامي ، حيث ذكرت مصادر اعلامية يمنية ان الحوثي بدأ يحشد انصاره في المناطق القريبة من مأرب بهدف السيطرة عليها . و ترفض الدولة وجود أية ميليشيات مسلحة تحت أي عنوان، وأنها مصممة على وجودها كقوة على الأرض لحماية مصالحها النفطية والغازية. وفي الخطاب الذي ألقاه عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة "أنصار الله" المعروفة إعلامياً ب"الحوثي"، بمناسبة ذكرى المولد النبوي، السبت الماضي، وتعريجه فيه على الوضع في مأرب، أعاد المخاوف إزاء اندلاع صراع مسلّح في المحافظة التي تُعدّ الرافد الأساسي لاقتصاد البلاد. الحوثي ألمح في خطابه إلى أن مسلحي جماعته لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه ما أسماه "محاولة إسقاط مأرب في يد التكفيريين والقاعدة، في حال لم تقم الجهات الرسمية بواجباتها". لكن الرجل أشار إلى وجود "حساسية" للوضع هنا، وهو ما جعل اللجان الشعبية (مسلحون موالون للحوثي) يترددون في اقتحام المحافظة حتى اليوم، خوفاً من تبعات هذا الاقتحام. في المقابل، فإن قوة التماسك القبلي في مأرب حال دون حدوث بسط أي من القوتين سيطرتهما على الأرض، وشكّل تمركز القبائل، وعلى رأسها "عبيدة"، و"مراد"، و"جهم، و"الجدعان"، مصدات شديدة في وجه تغوّل مليشيا الجماعتين (القاعدة والحوثي)، وقطع الطريق عليهما، خاصة الحوثي التي من بين مبررات سيطرتها على المدن هي "حمايتها" في ظل ضعف تواجد الدولة.