غادر دنيانا الفانية الخضر غالب عبدالله علي عبدالله الشقِّي، المعروف بشخصيته القيادية والاجتماعية البارزة ،فالفقيد الراحل ولد في قرية ظِلِمة الشقي بمديرية يافع سباح محافظة أبين سنة 1954 م ، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة في معلامة القرية ثم التحق في مدرسة ظُبة الشقي التى تسمى حاليا بمدرسة الفقيد محمد يوسف ،وينحدر رحمه الله من أسرة ذات وزن ونضال . فهو من الرجال العظماء البواسل الذين نذروا انفسهم فداء للجنوب وقدموا أروع البطولات في ميادين الشرف والبطولة ميادين العزة والكرامة. فقد لبى الفقيد نداء العروبة بمناصرة شعب لبنان في أعقاب الحرب الأهلية التي اندلعت في لبنان عام 1975 م ضمن الدفعة الأولى لقوة الردع العربي ، ومواجهة العدو الاسرائيلي. التحق بالقوات المسلحة عام 1973 م وعمل الفقيد الراحل بعد انخراطه بالقوات المسلحة الجنوبية في محافطة المهرة في اللواء 22 برفقة الشهيد البطل ناصر مهدي فريد أركان المنطقة العسكرية الوسطى الذي استشهد في كمين نصبته قوى الشر في مأرب بتاريخ 8 ديسمبر من العام 2012 م. ويذكر بأن الفقيد الخضر الشقي كانت تربطه علاقة قوية بالشهيد ناصر مهدي حيث تقدم أكثر من مرة طالبا الانتقال من المهرة وكان يرفص الطلب ناصر مهدي بقوله انت ذراعي الايمن يا شقي ،وعند ما تحصل ناصر فريد على دورة في روسيا وافق على طلبه وانتقل منها عام 1990 م وفي العام 1990 م تقلد منصب أركان المليشيا الشعبية بمديرية يافع سباح واستمر بنفس المنصب حتى عام الحرب الظالمة صيف 94 التي شارك فيها واصيب في اليد اليمنى وتم استبعاده من العمل كغيره من القيادات الجنوبية وفضَّل البقاء في البيت ،واحيل الى التقاعد قسرا في عام 2003 م براتب ضعيف. للفقيد الراحل ادوار بطولية مشرفة حيث شارك في حرب تحرير جبل العُر وكُبث من دنس الاحتلال. كما كان للفقيد بصمات واضحة في تأسيس جمعية المتقاعدين ،وكان وطنيا ثائرا على قضية الجنوب وظل يناهض الاحتلال منذ انطلاقة مسيرة الثورة الجنوبية. وكان وفياً في نضاله إلى آخر لحظات حياته. شارك في كل التظاهرات والمسيرات السلمية للحرك في يافع وعدن والحبيلين والضالع وأبين. فمنذ انطلاق مسيرة الثورة الجنوبية والفقيد الراحل يصول ويجول في ميادين وساحات النضال بلا كلل ولاملل في مجابهة الاحتلال . كان مثالا للتواضع والتضحية والثبات والشجاعة مقداما صلباً لا يهاب الاعداء فخلال المليونيات التي شهدتها ساحة العروض كان القائد الميداتي للخلايا التنظيمية ومن القيادات التي ظلت تعمل بصمت. ويحظى الشقي باحترام الجميع عسكريين ومدنيين ووسط قبيلته آل الشقي بانه رجل صلب وقوي في طرحه الموضوعي. وفي الحرب الاخيرة التي شنتها مليشيات الحوثي وصالح على مدن وبلدات الجنوب أبلى الفقيد بلاءا ًحسنا دفاعا عن الأرض والعرض والنفس. وقد اصيب في جولة الكثيري إصابة خطيرة في الرقبة. وشارك في عدد من الجبهات منها معركة جعولة والنخيلة برفقة القائد البطل محمد حماد الشقي. وقد كان ضمن أفراد الحزام الأمني سباح ذا رأي سديد وكلمة مسموعة وبأس شديد ومصلحا بين الناس. هو شاعر شعبي وله أشعار غير مدونه . وفي 24 نوفمبر 2018 م توقف قلب الخضر الشقي إثر حادث مؤلم في جزيرة العمال بالعاصمة الجنوبية عدن. حصل الفقيد خلال مسيرته النضالية على العديد من الشهادات التقديرية و العديد من الأوسمة والميداليات. وبرحيله يخسر الجنوب أحد عمالقة النضال رحم الله أبا توفيق رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. له من الأبناء خمسة(توفيق -وغالب -وجمال-وعبدالله -وأنيس)