عشرة أشهر هي عمر الثورة في اليمن .. نعم عشرة أشهر من العناء والمكايدة ..عشرة أشهر من الرباط والمجاهدة ... عشرة أشهر من القتل وسفك لدماء الشباب دون أدنى مراعاة للضمير الإنساني لدى الشاويش وعائلته وأعوانه وقف الشباب حائراً بعد كل تلك النضالات التي قدموها وسطرها التاريخ في أنصع صفحات النضال من أجل الحرية والكرامة على مدى التاريخ , سجلها التاريخ وحفرها لأنها لم تكن بالشكل الذي يستهان به , سجل ما جرى فيها من انتهاك للحقوق الإنسانية على مرى ومسمع من دعاة السلام وممن يدعون أنهم يرعون الحرية ويناصرونها , سجل فيها أبشع الجرائم التي لم يكن وأن حدثت في سالف الأيام . لكن بعد هذا وذاك أصبحت عين الثورة لا تدرك ما الذي يحدث فبعد فبعد أن استطاعت الثورة إجهاض مخطط صالح في توريث الحكم لعائلته وأسقطت نظامه البوليسي وبينت مدى قذارته وفضحته أمام الداخل والخارج , يظل الشباب في الساحات حيارى ..إلى متى سيستمر هذا الوضع المأساوي ؟ إلى متى سنظل نرى ونسمع من قتل وإباح دماءنا يتشدقون بحب اليمن وتضحيتهم من أجله ؟ فبعدما وقعت المبادرة الخليجية وشكلت الحكومة قلنا هذا نصر كبير وتحقق به أول أهداف ثورتنا السلمية , الثورة التي ضحى من أجلها أولئك الأطهار الأبرار في سبيل حب الوطن الغالي , الثورة التي لم يكن يوماً من أهدافها مناصفة الحكومة مع من قتل الشباب ولو أننا نقدر أن من شارك من الثوار في حكومة الوفاق إنما كان الهدف العام لهم هو حرصهم على حقن دماء الشباب خاصة بعدما تبين أن (عفاش وأزلامه) يريدون أن يجروا البلاد إلى الحرب الأهلية التي لا تبقي الأخضر ولا اليابس لكن في ظل ما تحقق يبقى هناك مجموعة من التساؤلات , فإلى متى سيستمر الوضع الحالي خاصة في ظل غياب فهم أغلب الثوار بما يجري على ملعب السياسي للثورة ؟ وهل سيجازف المشترك المشترك بقبول مسألة الضمانات والحصانة مع استبعادنا لذلك ؟ كل تلك الأسئلة وغيرها تبقى إجاباتها غامضة لدى أغلب الشباب في الساحات ,الشباب الذين لطالموا حلموا ببناء اليمن الجديد المشرق الذي ناضلوا من أجله , اليمن الذي يحكمه النظام والقانون , اليمن الذي تختفي في الرشاوي والوساطة , وتظهر فيه العدالة والمساواة , اليمن الذي يحاكم فيه كل من نهب وقتل وأباح دماء وأعراض اليمنيين