اليوم يحتفل اليمنيون بذكرى الواحد والخمسين لثورة 14 أكتوبر المجيدة ,الثورة التي أرغمت الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس على الرحيل ,كانت ثورة ضحى فيها الشعب شمالاً وجنوباً بشبابه ورجاله من أجل التحرر الوطني من الاستعمار والاستعباد..لم يكن مطلب الثورة تحسين أوضاع أو تحسين معيشة بقدر ما كان استرداد كرامة وحرية المواطن. جاءت الثورة امتداداً لثورة 26 سبتمبر واشترك في الثورتين مناضلون من الشمال والجنوب وسقط شهداء هنا وهناك من كل المحافظاتاليمنية شمالاً وجنوباً. لقد سجل الدم اليمني وحدته قبل الإعلانات السياسية وقبل الأنظمة التي عملت على تأخير هذه الوحدة وعملت على تأخيرها والعبث بها ..لكن الدماء اليمنية الممزوجة أقوى من كل العبث وتستعصي على الطمس، إنها وحدة الدم والماء واللغة والدين والحلم والرحم والوطن الواحد الذي يشبه القلب الواحد في جسد واحد وهو قلب واحد ووحدة واحدة لجسم واحد لايعيش إلا بقلب واحد ويستحيل حياته بأكثر من قلب، هو قلب الوحدة اليمنية المصير والكرامة والاستقرار. يحتفل الشعب اليمني في عيده المجيد بانتصار ثورة أكتوبر وهم يرددون سيرة الشهداء والكفاح والوحدة, وقصصاً نضالية تحكي قصة الحلم والحرية والوحدة التي كانت حلماً لطابور النور . من الشهداء والمناضلين من علي عبد المغني إلى الشهيد «مدرم» ومن الشهيد «عبود» إلى «سالمين» و«عبدالفتاح» و«إبراهيم الحمدي» وقبلهم معلمو الثورة الزبيري والنعمان والموشكي وعبدالرقيب عبدالوهاب وأحمد عبدربه العواضي . إنها حكاية الدم اليمني الحر والكرامة التي تتخلق من نضالات اليمن ومعاناة شعبه ليولد حكم رشيد وجمهورية ديمقراطية ترسخ العدالة والمواطنة المتساوية وتقدم الدولة المدنية التي تحمل هذا الحلم إلى واقع. الدولة التي مازال اليمنيون يعانون للوصول إليها وسيصلون بإذن الله رغم كل المؤامرات وغصباً عن كل الصغار والصغائر التي تحاول استغلال محنة اليمنيين للارتداد عن المشروع الوطني والوطن الجمهوري الديمقراطي الواحد .. الشعب اليمني يحتفل بثورتيه أكتوبر وسبتمبر وهو يرقب كل من يحاول المساس بأهداف الثورتين ومشروعهما الوطني الذي مازال الشعب ينشد من خلالهما الخلاص من التخلف واافقر.. كل الأعاصير الهوجاء ستنكسر وسيكون هذا الشعب اقوى وأطول نفساً ولن تخدعه الخفافيش التي تتغذى في الظلام هنا أو هناك، رغم كل هذا السواد سنلج نهارنا المنشود وبقدر حلكة الظلام ياصاحبي ستكون بسمة الفجر القادم . فقط على الشعب أن لا يفقد الأمل في نفسه وأن لايتخلى عن روح ثوراته واستمرار صموده والثقة بسلسلة النور من الشهداء، فهم خير الناس ومن الوفاء أن نحافظ على أهدافهم وأحلامهم التي دفعوا من أجلها دماءهم رخيصة وهم يبتسمون لأنهم ضحوا من أجل حلم شعبهم والأجيال القادمة. لن يهزم شعب يعي ما يدار من تآمر عليه وعلى مشروعه الوطني ويرى الجزار وهو يسن سكين الذبح والفتنة والتفتيت لأن الشعب هنا وهو متسلح بوعيه وتلاحمه لن يكون ماشية للذبح أو أضحية عيد أو أداة للاستغلال..لن يكون ساذجاً ولن يكون جباناً ليخذل شهداءه أويفرط بمنجزاته الوطنية وهو يمر على سيف لحظته التاريخية الحساسة.