بقلم : كريم فهيم ترجمة : مهدي الحسني يقول الإرياني :"كلما كان هناك مأزق سياسي وطني، تكون هناك علاقة ارتباط . هناك صلة بين أكبر المجموعات السياسية في صنعاء والمليشيات المتطرفة العنيفة في مناطق أخرى من البلاد". و سواء كان الأمر متصل أم لا، فإن العنف الذي انفجر في الجنوب، حدث بعد أيام من إعلان هادي عن هزة التغييرات العسكرية. انسحبت القوات الأمنية الحكومية من مناطق في الجنوب خلال العام الماضي، و قامت جماعة أنصار الشريعة التابعة للقاعدة بسد الفراغ. كما قام مسلحو الجماعة بشن عدد من الهجمات القاسية على مواقع عسكرية، و قاموا في بعض الأحيان بأسر جنود حكوميين. تعمل هذه الجماعة كحكومة أمر واقع في بعض البلدات، وتقوم بتقديم الخدمات التي تخلت الحكومة عن القيام بها في مناطق كانت تشكو منذ زمن طويل من الإهمال الرسمي والتمييز. و قد هاجم أنصار الشريعة مطلع ابريل، ثكنات الجيش في مدينة لودر، على بعد أميال قليلة من موطن هادي، و التي اعتبرها العديد من المحللين اليمنيين أنها رسالة تحذير للرئيس الجديد. المسلحون الذين كان بينهم مقاتلون أجانب، استولوا على عدد من الدبابات وراجمات الصواريخ وأسلحة خفيفة وفقا لما قاله مسئولون محليون،. قتل المئات من المسلحين والعشرات من الجنود منذ الهجوم الأول. و قال مسئول عسكري في لودر :"استغلوا الفراغ الموجود لشن هجماتهم. لا توجد هنا تعزيزات أمنية". وأضاف :"إن الجنود استعادوا بعض الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها". وفي إضافة جديدة للخليط القابل للانفجار، انضمت ما تسمى باللجان الشعبية إلى القتال، و هي جماعات من المواطنين تشكلت العام الماضي لملئ الفراغ الذي خلفه رحيل الحكومة. يقول العضو في اللجان الشعبية، علي احمد عبدو، إن آلاف الرجال الذين انضموا إلى هذه اللجان هم من المدنيين، للدفاع (عن أنفسهم) من المسلحين. يقول احمد :"قامت الحكومة بإرسال تعزيزات. قبل خمسة أيام أرسلوا لنا أطفال من الامن المركزي، ليسوا مدربين ولا يوجد لديهم أي مهارات قتالية". الولاياتالمتحدة التي أعلنت مؤخرا أنها ستزيد من تعاونها مع اليمن في مجال مكافحة الإرهاب، يبدو أنها ستصعد من استخدام الطائرات بدون طيار في البلاد، وفقا لتقارير قامت بتجميعها ذا لونج وور جورنال. السفير الأمريكي في اليمن، جيرالد فايرستاين دعا بدوره المسئولين اليمنيين إلى دعم الإصلاحات التي يجريها هادي وامتدح القيادة الجديدة على "استراتيجية محاربة القاعدة بأساليب لم نعهدها في الأشهر الماضية". و تزعم الحكومة انها حققت نجاحات في الأيام الماضية، وذكرت أنها قتلت العشرات من المسلحين بالقرب من لودر ومدينة زنجبار في هجمات شملت غارات جوية. يعتقد الإرياني أن التدخل المتزايد من قبل الولاياتالمتحدة قد يشعل الوضع في الجنوب، و يعمل على جذب المزيد من المقاتلين الأجانب. و يضيف :"سيكون لذلك نتائج عكسية لدينا قيادة جديدة وينبغي على الجيش اليمني بنفسه التعامل مع ذلك". كما قال أيضا :"إن هادي يحظى بدعم عام حتى الآن" ،ويضيف الإرياني :"إن معظم الناس راضين عن خطواته الحذرة والمحسوبة بدقة ،إنه يقوم بعمل جيد حتى الآن" ،كما قال الإرياني ،لكنه أضاف :"إن الرئيس الجديد بحاجة إلى التركيز أكثر على إصلاح مؤسسات الدولة". يقول الارياني :"من المهم أن يفصل (هادي) الجيش عن السياسة مع الحفاظ على التوازن. و إذا أخل بالتوازن، سيكون لدينا للأسف دكتاتورية عسكرية جديدة".