حذر مسؤولون في منظمة الأغذية و الزراعة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة، من خطر أسراب جديدة من الجراد الصحراوي على اليمن. و وصف المسئولون هذه الأسراب ب"غير المسبوقة" و التي ستجتاح دول شرق أفريقيا و تهدد الأمن الغذائي لملايين المواطنين الذين يعانون أصلا من أزمة غذائية حادّة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك لمنظمة الفاو و مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" عقد في مقرّ الأممالمتحدة، الأسبوع الماضي. و أبدى المسؤولون قلقهم بشأن تكوّن أسراب جديدة في إريتريا و جيبوتي و السعودية و السودان و اليمن مع استمرار انتشار الجراد على جانبي البحر الأحمر. و قال رئيس شعبة الطوارئ و التأهيل في الفاو، دومينيك بيرجون، أن الجراد ينتقل جنوبا و شمالا، و عندما وصل إلى اليمن جنوبا وجد بيئة خصبة كالرطوبة لوضع البيض. و أوضح عند موسم الجفاف في اليمن ينتقل الجراد في يونيو/حزيران 2019 إلى شمال شرق إثيوبيا و شمال الصومال. مشيرا إلى أن تأثير الجراد ينخفض مع ارتفاع الحرارة و الجفاف. و حول أسباب تفشي ظاهرة الجراد الصحراوي، ربط بيرجون بين هذه الظاهرة و تغيّر المناخ. و قال إن السبب الرئيسي هو حدوث إعصاريْن في المحيط الهندي في مايو/آيار و أكتوبر/تشرين أول 2018، ما تسبب برطوبة عالية في المنطقة الواقعة بين اليمن و عُمان و السعودية التي يُطلق عليها "الربع الخالي"، و هي منطقة لا يمكن الوصول إليها بسبب طبيعتها. منوها إلى أن الجراد انتعش هناك و تكاثر بكثرة. و حذرت الفاو من أنه إذا لم يتوقف هطول الأمطار التي تفوق معدلها السنوي و إذا لم تفلح عمليات السيطرة في إيقاف الجراد، يمكن للآفة أن تنتشر في شرق أفريقيا قبل انتهاء عام 2020، و هو ما سيحمل تداعيات خطيرة على المنتجات الزراعية و المراعي في جميع أنحاء المنطقة و سيعرّض الأمن الغذائي للخطر في الوقت الذي يعاني ملايين الأشخاص أصلا من انعدام أمن غذائي حادّ.