المرحلة المقبلة سيسعى فيها الأطباء إلى تخفيض نسبة المخدر لإخراج شوماخر من الغيبوبة الصناعية. يبدو أن المعلومات التي كشفتها صحيفة "ليكيب" الفرنسية الاربعاء كانت صحيحة، وذلك بعدما أعلنت المتحدثة بإسم البطل الأسطوري السابق لسباقات فورمولا واحد الألماني ميكايل شوماخر، وخلافاً للنفي الذي صدر عنها أمس، عن بدء عملية اخراج سائق فيراري السابق من الغيبوبة المصطنعة التي وضع فيها قبل حوالي شهر بعد تعرضه لحادث خلال ممارستة رياضة التزلج في منتجع ميريبيل في جبال الألب الفرنسية. وسبق لصحيفة "ليكيب" أن أشارت الاربعاء إلى أن شوماخر يتجاوب ايجابياً مع عملية اخراجه من الغيبوبة المصطنعة، لكن سابين كيهم اعتبرت أن كل المعلومات الصادرة عن مصدر ليس له علاقة بالطاقم الطبي أو وكلاء أعمال شوماخر ليست سوى "تخمينات" قبل أن تعود اليوم الخميس وتعلن عن بدء هذه العملية من خلال تخفيف المسكنات. وأشارت كيهم إلى أنه "في البداية، تم الاتفاق بشكل واضح بين جميع الأطراف على عدم الكشف عن هذه المعلومات الطبية حتى البدء بهذه العملية، وذلك لحماية العائلة. نحن لن نعطي أي معلومات عن الخطوات الفاصلة (بين بدء العملية ونهايتها)"، مؤكدة بأن هذه العملية قد تأخذ وقتاً طويلاً. وكشفت "ليكيب" أن الطاقم الطبي بدأ عملية اخراج شوماخر تدريجياً من الغيبوبة بعدما ارتأى أن وضعه أصبح مستقراً، ومن أجل أن تفسير الحالة التي وصل اليها بطل العالم سبع مرات لجأت الصحيفة الفرنسية إلى البروفيسور جان-لوك تروييل، المدير السابق لقسم طب الأعصاب في مستشفى فوش في سوريسن والذي اشار أن عملية تخفيض التخدير يسمح بفتح العينين و"استعادة القدرة على التواصل وتنفيذ أوامر سهلة مثل: افتح عينيك، اغلق عينيك، افتح فمك، اضغط على يدي"، ويبدو أن شوماخر يستجيب جيداً لهذه الأوامر. وأضاف البروفسور بأن شوماخر سيمر بشهرين من "الضياع وفي حالة من الإنحطاط الجسدي "، مشيراً إلى أن "عملية التعافي قد تستغرق عدة أعوام في حالات الإصابة البالغة في الجمجمة. ويرقد شوماخر منذ تعرضه لحادث التزلج في جبال الألب الفرنسية في مستشفى غرونوبل الجامعي حيث وضع في غيبوبة مصطنعة لتخفيف الضغط عن دماغه بسبب الاصابة الخطيرة التي تعرض لها بعدما ارتطم رأسه بصخرة بعد سقوطه خلال تزلجه خارج المسار في محطة ميريبيل للتزلج. وتبقى هناك علامة استفهام كبيرة حول مستقبل "شومي" الموجود في غيبوبة مصطنعة من أجل تجنب أي ضرر في القسم السليم من رأسه، وكيف سيكون وضعه بعد استفاقته من الغيبوبة التي من المفترض ان تكون وبمعدل وسطي لمدة 15 يوما بحسب ما أشار لوكالة "فرانس برس" البروفسور جيرار اوديبير، رئيس وحدة العناية المركزة لجراحة المخ والأعصاب في مستشفى نانسي الجامعي، مضيفاً "انه من النادر جداً أن يبقى المريض في الغيبوبة المصطنعة لأكثر من ثلاثة أسابيع". وأشار البروفسور إلى أن مرحلة الشفاء بعد الخروج من الغيبوبة المصطنعة ستكون طويلة جداً، متطرقاً إلى مسألة الإعاقة الدائمة بعد حادث من هذا النوع والتي لا يمكن الجزم بها نهائياً إلا بعد عامين على حصول الحادث.