يعتقد المناهضون لاستمرارية الوحدة من ابناء الجنوب ان الانفصال سيمنحهم الفرصة لاستعادة جمهورية اكتوبر المثالية التي اظلتهم بامتع اللحظات قبل الوحدة وانه بمجرد الانفصال تتسنى لهم العودة لمواصلة ذلك الحلم الجميل ، اصحاب هذا التفكير هم من يجب ان توجه الى آذانهم صفارات الانذار في كل ذكرى ومناسبة يثار فيها موضوع الانفصال علهم بذلك يدركون مدى التحول الذي طرأ على تلك الجمهورية ليشاهدوا كيانها الجديد عل حقيقته المهجنة بعد ان وقعت في قبضة لصوص السلطة واعداء الثورات طيلة ربع قرن جرى خلاله مهاجمة نموذج المثالية المميز لتلك الجمهورية القادمة من الجنوب بافراغها من روحها السامية ثورة اكتوبر مصدر تألقها تماما كما فعل من قبل بشقيقتها جمهورية الشمال المهجنة باكرا منذ ولادتها بعد افراغها من روحها الثورية سبتمبر . .
اليمنيون اليوم ثوراتهم تم التهامها واحدة تلو الاخرى ، جمهورية الوحدة التي تجمعهم لم تعد سوى كيان ممسوخ وهجين لا تشابه جمهوريات العالم السوية بشيئ إلا بعبائة المسميات والشعارات التي ترتديها دائما قوى الهيمنة لتستر بها جوهرها الممتلئ بشتى انواع العنصرية المنبثقة منها فكرة الاستئثار بثروات الوطن وسلطاته ، العبائة نفسها التي ارتدتها اليوم تلك القوى حين نفذت انقلابها لتحرف بذلك السفينة عن مسارها وتقودها للغرق تحت الامواج في عرض البحر ، اليس مشهد الموت هذا كاف لايقاظ الضمير لدى قوى والانقلاب في الشمال وقوى الانفصال في الجنوب للعدول عن مشاريع الانانية لديها مدركة في نفس الوقت وحدانية السفينة التي تحمل الجميع واستحالة انقسامها او بقاء دفتها رهينة اياد عابثة ستجبرالجميع ان يتشاركوا نفس المصير الاسود حال غرقها ان ظلت باياديهم ، فمتى تصحوا تلك القوى لتلحق بقوى الوطن الاخرى مندفعة نحو قارب النجاة لتتمسك بوثيقة الحوار الوطني فتنفيذها يعد قارب النجاة الوحيد المتوفر كوسيلة انقاذ بمجدافين اثنين المبادرة الخليجية و قرار مجلس الامن 2216 .