يعتبر اختطاف الدكتور احمد عوض بن مبارك ، مدير مكتب رئاسة الجمهورية ، من قبل جماعة الحوثيون " انصار الله " اختطاف ابيض و نظيف ، و لا يجرم او يحرم العرف القبلي مثل هذه العمليات ، كون الاختطاف قام به قبليين يمنيين مسلحين ، ويتولون حماية و حفظ امن البلاد و العباد ، و لهم مطالب شخصية و سياسية لدي الحكومة التي تجاهلت كل مناشدتهم و مطالبهم ،و بعد فشل كل المحاولات السلمية التي نهجوها لا انتزاع حقوقهم ، لجؤ الي الاختطاف كساير القوي القبلية التي تمارس مثل هذة العمليات ، من أجل الضغط على الحكومة لتلبية و تنفيذ مطالبهم . جماعة الحوثيون"انصار الله" اقدمت بتنفيذ مثل هذة العملية و هي تعى ما تقوم به من عمل مخالف ، و تدري بأنها ستلقى انتقادات و تذمر داخلي و خارجي ، و قد تصنفه جهات رسمية و إقليمية بأنه عمل ارهابي و جبان ، و خاصة تلك الجهات التي تشعر بأنها ستتضرر من هذا الاختطاف و سيشكل عائق امام مصالحها و أهدافها في تنفيذ مشروع تقسيم البلاد الي اقاليم تسهل السيطرة عليها و النفوذ الدولي بإدارتها . بكل تأكيد أن هذا الاختطاف مخالف لجميع المواثيق و المعاهدات الدولية التي تجرم انتهاك حرية و حقوق الانسان ، و يعتبر توقيف الدكتور بن مبارك انتهاك سافر و تدخل مشين بحق رجل سياسي كبير حاصل على حصانة دبلوماسية ، ناهيك عن عمله بمكتب رئاسة الجمهورية و علاقته المتينة التي تربطه برئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي و خصوصية انتمائه الي المناطق الجنوبية و جميعنا يعرف الحساسيه التي تمر بها البلاد حاليا . برغم كل ذالك ، الا ان جماعة الحوثيين قصدوا ذالك من اجل إيصال عدة رسائل سياسية الي عدة جهات داخلية و خارجية ، و خاصة بعد ما وجدت الجماعة نفسها بين خيارين عسيرين و مصيريين في عملهم و توجههم السياسي في التمدد و فرض هيمنتهم على محافظة مأرب و ما تلقوه من تقهقر و انتكاسه عندما تصدت لتمددهم جهات عسكرية و قبلية و حزبية و وضعتهم تحت السيطرة مما أرغمهم على توقيع اتفاقية مشروطه . كان أشدها فتك بعملهم السياسي ما سعت به السلطات في صنعاء من اجل تمرير مسودة الدستور الجديد الذي ينص بتقسيم البلاد الي ستة اقاليم ، و هذا التقسيم يتعارض مع مصالح الحوثيون و لا يصب في مصلحتها ، مما جعل جماعة الحوثيون بالإسراع في توقيف بن مبارك بذات التوقيت الذي كان ذاهب لحضور الحفل الذي سيقام بهيئة الرقابه على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ، فتوقيف بن مبارك سينقل رسالة واضحة الي الجميع مفادها انهم يفضلون الانفصال او نظام الاقليمين و لا التقسيم البلاد الي ستة أقاليم . المثير في الامر بأن جماعة الحوثيون وضعت على نفسها عدة تساؤلات بشأن عملها و توجها السياسي ، و فتحت امام المواطنين باب للتهكم في نظرت جماعة الحوثيون للمستقبل ، في اداء عملها ، هل هيا تمثل الدوله ام تمثل الشعب ام تمثل نفسها ، و هل اصبح حاميها حراميها ، أم بداءت باعتقال مسؤلى الدوله حسب الكشف و بالحروف الأبجدية أولهم حرف "أ" احمد و تاليهم حرف "ب" بحاح