قبل نحو عام وتحديداً في 24 ديسمبر 2017، قبل الدكتور أمين احمد محمود قرار تعيينه محافظاً لمحافظة تعز رغم التركة السياسية المثقلة والانعدام التام لمنظومة الخدمات والحد الأدنى من رمزية الدولة في المحافظة التي ترزح تحت وطأة الحرب والحصار الحوثي منذ أكثر من ثلاث سنوات. ومنح اختيار محمود القادم من خارج الاصطفافات السياسية والحزبية، بارقه من الأمل لأبناء تعز التي تعيش حالة من الانقسام والتباين بين القوى السياسية المؤيدة للشرعية، وضعف الأجهزة والمؤسسات الحكومية في تعز، ووصل هذا الضعف إلى مرحلة شديدة التعقيد في مختلف الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية والخدمية. وبإيمان كبير وشغف وطني عميق، حمل محافظ تعز أمين احمد محمود على عاتقه منذ تعيينه هم انتشال مدينته الحالمة من براثن الفوضى وإدارة مؤسسات الدولة عقب استعادتها، بعيدا عن براثن الملشنة ومشروعها الرجعي المدمر، وتحت سقف دولة النظام والقانون. وقبل تسلمه مهام منصبه رسمياً، تعهد محمود بإعادة تفعيل مؤسسات الدولة المدنية للعمل، وتفعيل دور النيابة العامة، والسلطة القضائية، وتفعيل دور الأجهزة الرقابية والمحاسبية؛ بالإضافة إلى الاهتمام بالخدمات الأساسية العاجلة والطارئة، في إنقاذ المحافظة من الأوبئة والكوارث البيئية، والاهتمام بالمستشفيات العامة، وانتشال السكان من براثن الحصار الذي تفرضه الميليشيات الحوثية. عاد محمود من كندا حيث كان يقيم منذ سنوات ملبياً نداء وطنه بشكل عام ومحافظته التي ولد وترعرع فيها بشكل خاص ووصل الى مدينة تعز، عاصمة المحافظة عقب شهر ونصف من تعيينه ليبدأ التحرك سريعا ومن الداخل لانتشال محافظة تعز من الفوضى والعبث، وحلحلة ملفاتها الملغومة بالتحديات الأمنية والاقتصادية والخدمية والإنسانية. وحرص محمود منذ الأيام الأولى لوصوله عاصمة المحافظة، على لقاء مختلف قيادات محافظة تعز المحلية، والعسكرية والأمنية، وذلك بهدف العمل على إعداد خطط عملية وجادة وهادفة وفاعلة لإستكمال عملية تحرير المحافظة، ومباشرة العمل لإعادة الاعمار وتنمية المحافظة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وفي مختلف مجالات الحياة. وأقدم محمود منذ اللحظة الأولى التي تسلم فيها مهامه الرسمية على اتخاذ سلسلة من القرارات التي صبت في اتجاه عودة الحياة الطبيعية إلى محافظة تعز ومؤسساتها وإنهاء المظاهر المسلحة كان من أهمها وأكثرها حكمة وشجاعة توجيهه كافة وحدات الجيش والمقاومة الشعبية التي شاركت في تحرير تعز بإخلاء مؤسسات ومقرات السلطة المحلية والمجتمع المدني. توحيد الصفوف حرص محافظ تعز أمين محمود منذ تعيينه على توحيد صفوف أبناء المحافظة والنأي بالخلافات الجانبية وتوحيد الجهود لاستكمال عملية تحرير باقي مناطق محافظة تعز من سيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية ورفع معاناة أبنائها عقب سنوات من القتل والتهجير على يد تلك الميليشيات الإيرانية. وحث محمود خلال سلسلة لقاءات جمعته مختلف الأطياف السياسية والقيادات العسكرية والأمنية والنقابية في تعز الجميع على العمل المجتمعي والتنسيق والتعاون مع مختلف الأجهزة الحكومية وتوحيد الجبهة الداخلية بين جميع القوى والمكونات السياسية والجماهيرية والعسكرية والأمنية في محافظة تعز، استكمال تحرير المحافظة وإنهاء تواجد الانقلابيين ورفع المعاناة والظلم الذي تعرضت له المدينة. تكريس حضور الدولة يحسب لمحافظ تعز الدكتور أمين احمد محمود تواجده داخل جغرافيا المدينة التي تحولت الى خلية نحل منذ وصوله وشهدت أنشطة كبيرة في سبيل تطبيع الأوضاع وتحريك الملفات العالقة ودراسة المشكلات التي تعيق عمل السلطة المحلية ووضع الحلول المناسبة لها وإعادة ترتيب الأولويات. وبعد أن كانت مدينة تعز تعيش حالة من الفوضى إضافة إلى غياب السلطة الضبطية, بذلت السلطة المحلية بتعز بقيادة الدكتور أمين محمود جهودا جبارة في تثبيت دعائم الأمن في المدينة وبسط هيبة الدولة بدعم من الحكومة الشرعية بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ودول التحالف العربي. تثبيت دعائم الأمن وضع الدكتور أمين محمود على سلم أولوياته منذ أول يوم لتعيينه، حفظ الأمن في تعز التي كانت تشهد انفلاتا أمنياً مريعاً وبذل جهودا جبارة في تثبيت دعائم الأمن في المدينة وبسط هيبة الدولة بالتعاون مع قيادات السلطة المحلية والأمنية في المحافظة. وأقرت اللجنة الأمنية بمحافظة تعز، في اجتماعها مطلع فبراير الماضي، برئاسة المحافظ الدكتور أمين أحمد محمود، خطة أمنية متكاملة للحد من الاختلالات الأمنية وتأمين المدينة وبسط سلطة الدولة وحماية السكان المدنيين من ميليشيات الحوثي. واتخذت اللجنة في اجتماعها عدداً من الإجراءات الأمنية الخاصة، مثل إعادة نشر النقاط الأمنية والعسكرية، ووقف أي استحداثات في الأراضي والبناء عليها حتى يتم تفعيل الأجهزة القضائية، ومنع إطلاق النار في الأفراح والمناسبات وضبط مرتكبيها، إضافة إلى عودة المؤسسات والمرافق الحكومية إلى ممارسة أعمالها في مقارها بالجهة الشرقية. وعاودت مراكز الشرطة في تعز نشاطها في ظل دعم السلطة المحلية التي أعطت الملف الأمني أولوية كبيرة من خلال إعادة تأهيل عدد من أقسام الشرطة وتزويدها بالمعدات والأجهزة الخاصة بتطبيق الخطة الأمنية التي رافقها انتشار نقاط التفتيش وحملات مداهمة لأوكار الإرهابيين. هيكلة الجيش شكّل محافظة تعز الدكتور أمين محمود في مايو الماضي لجنة برئاسة وكيل المحافظة لشؤون الدفاع والأمن اللواء عبدالكريم الصبري، لهيكلة الجيش وإعادة تنظيم قوام الألوية والوحدات العسكرية بالمحافظة. وهدفت عملية الهيكلة الى تنظيم القوة البشرية الحية في الميدان، وتفادياً للعشوائية وفق أسس العمل العسكري لكي تصبح الألوية متساوية في العدد والقوام بموجب اختصاصها وعلى الهيكلة، بحيث لا يزيد عدد منتسبي أي لواء عن أربعة آلاف كما هو متعارف عليه عسكريا. ولاقت خطوة تشكيل لجنة هيكلة الجيش، ترحيباً سياسياً من مختلف القوى والمكونات السياسية بالمحافظة والتي اعتبرت قرار الهيكلة خطوة تؤك