مر ذات يوم أحد الخلفاء على غدير وكان بجانبه وزير لبيب عاقل فطن ورع زاهد فسمعا طائران يغردان فتساءل الخليفة يا ترى ماذا تقول هذه الطيور فانتهز الوزير فرصة التساؤل واللحظة وقال أنا أفهم لغة الطير فسأله الخليفة فماذا قالت؟.. قال الوزير أراد الذكر أن يتزوج بالأنثى فأبت إلا أن يمهرها عشر ضيعات خراب.. فرد عليها: ومن أين لي ذلك .. قالت: إذا ظل هذا الخليفة المار من أمامنا خليفة على المسلمين فابشر بمائة ضيعة خراب خلال عام واحد!!.. فالتفت الخليفة نحو الوزير وسأله لماذا؟ قال له لأنك أوليت فلاناً وهو فاسق وأوليت فلاناً وهو فاجر وفلاناً لا يرقب في مؤمن إلاً ولا ذمة وأركنت أمور العباد إليهم وأغلقت بابك وكثر حجابك فعاد الخليفة إلى قصره وعزل من أشار إليهم وزيره وفتح أبوابه وسرح حجابه ورفع المظالم ورد الحقوق لأصحابها.. فهل يوجد في حكومتنا »الموقرة« وزيراً شجاعاً لا يخاف في الله لومة لائم فيقول لولي الأمر فخامة المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أن رئيس الحكومة باع دينه بدنياه واشترى رضا علي محسن وأولاد الأحمر بسخط الله عليه وأنه مجرد »كومبارس« يؤدي الدور الذي طلب منه تأديته وأنه ينفذ ما يملى عليه من قبل أصحاب الفضل عليه الذين أوصلوه إلى هذا المنصب فيوقع القرارات والعقود والاتفاقيات التي يتم إبرامها من قبل وزراء المشترك دون مناقصات. هل يوجد وزير في حكومة »الشقاق« عفواً » الوفاق« لديه من الجرأة مثل وزير ذلك الخليفة ليقول لفخامة رئيس الجمهورية أن وزير التربية والتعليم عبدالرزاق الأشول قد شرعن مبدأ الإقصاء الوظيفي في قطاع التربية والتعليم واعتماد معيار الانتماء الحزبي في تولي المناصب القيادية وأن وزير الكهرباء صالح سميع يعيث فساداً غير مسبوق في الوزارة ويعبث بالمال العام في صفقات وعقود لتوفير الطاقة بطريقة مخالفة لقانون المناقصات وأنه يمارس الإقصاء في حق الموظفين من كوادر المؤتمر وأنصاره بصورة انتقامية فجة . هل يوجد وزير في حكومتنا قادر على الوقوف أمام فخامة رئيس الجمهورية ليقول له أن وزير الداخلية فتح أبواب التجنيد في الأجهزة الأمنية على مصراعيها أمام مليشيات حزبه »الإصلاح« وسحب الأسلحة من المواطنين وسلمها لأطفال من أبناء قيادات حزبه وأقاربه. حقيقة لقد أثبت رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة أنه ستاراً تختفي وراءه مشاريع »إخوانية« يعمل على تنفيذها وفق ما يملا عليه إلى أن بلغ حد تجاوز صلاحياته واختصاصاته ليدخل في صميم اختصاصات رئيس الدولة مرتكناً إلى من يقفون وراء الزج به إلى هذا المنصب فاختلط عليه الأمر وتناسى أنه رئيس حكومة لشعب بكامله وليس لأولاد الأحمر وحزب الإصلاح وأنه قد أصبح رئيساً لحكومة وفاق وطني ولم يعد رئيساً لما يسمى ب»مجلس حميد الأحمر ولجنته التحضيرية« فلا يمكن الجمع والتوفيق بين أن يكون حاكماً ومعارضاً في آن واحد. نحن على مفترق طرق التاريخ فلا بد من التحلي بروح المسؤولية ونبذ الأحقاد ومحاولة تضميد الجراحات لننشد مرحلة جديدة من تاريخ اليمن تكون مرحلة حاسمة بنيوية تنموية نهضوية لا انتقامية وعصبوية وطفيلية فاليمن بحاجة إلى رؤى سديدة تعمل على رأب الصدع والدخول إلى طاولة الحوار الشامل بنية صادقة وعزم على الخروج من نفق الأزمات التي عانت منها البلاد الكثير وهذه مسؤولية الجميع. عضو قيادة أحزاب التحالف الوطني رئيس فرع حزب جبهة التحرير نقلاً عن صحيفة تعز