لتصلك أخبار"اليمن السعيد"أولاً بأول اشترك بقناة الموقع على التليجرام انقرهنا تقترب المقاوم الشعبية المعززة بالجيش الوطني من العاصمة صنعاء وسط ترحيب منقطع النظير من قبل الأهالي .
يستيقظ سكان صنعاء كل صباح على أخبار الحرب وتحركات المقاومة. وتباينت ردود أفعالهم إزاء انتصارات المقاومة بنهم، واقترابها من العاصمة بعد أشهر من إحكام الانقلابيين سيطرتهم عليها وعلى إقليم آزال الذي يعتبرونه حصن دفاعهم الأخير.
مئات الضربات الجوية تعرضت لها قاعدة الديلمي منذ بدء تدخل طائرات التحالف، لكن السكان فوجئوا هذه المرة من مصدر الضربة الأخيرة، والتي انطلقت من تلة شاهقة وقريبة من العاصمة اسمها "فرضة نهم"!! وبقذائف رجال المقاومة والجيش الوطني!!.
صرخ أحدهم في وجه المشايخ "زلابية زلابية، أهم شيء انها للمقاومة، يمكن تكفروا خطيئة الكعك اللي خبزتوه لأنصار....". وأسرع الحاج (محمد) إلى تاجر جملة ليشتري القمح والزيت، وبضحكة صفراء يقول لجاره: "قالوا رخصت هذي اليومين.. قلنا نلحق", وفي أعماقه صوت يخونه، فليس غير الهلع سبب آخر.
وليس ببعيد منه نجا "الوشلي والحبيشي" بأعجوبة من معارك نهم الطاحنة، وعادا ليحكيا لمقايل حارتهما قصص الموت الزعاف الذي جرعهم اياه رجال المقاومة هناك. وفي ثنايا معركة كلامية بينهما تخوينا وتخويفا، انطلقت رصاصة من سلاح الحبيشي لتصيب الوشلي إصابة شبه قاتلة، وستصبح قطرات دمه في حارته شاهد على سجل الخيانات بين أنصار الانقلاب!
وتزخر صفحات نشطاء التواصل برائحة الحناء وأصوات المعازف، وتشبِّه منشوراتهم "صنعاء" في قادم الأيام بعروس يجب على ساكنيها تجهيزها لاستقبال أول قادم من نقيل الفرضة شرقا، وليس من نقيل يسلح جنوبا، كما حدث قبل حوالي خمسين عاما..
وما بين نية "حسن زيد" الهجرة لزيارة مسجد الهادي بصعدة، وقد أوهنت شهيته المفتوحة للحرب والدماء "رهبنة" مزعومة في منشور له على فيسبوك.. ونية "أ.ن" الهجرة إلى أقاصي آسيا حسب منشور لها أيضا، لأن قواها العقلية لا تقوى على تحمل انتصارات المقاومة! وهي التي لطالما كانت تردد: صامطون صامطون، قبل أن يسبقها ولدها الوحيد بالهروب إلى هناك..
بين الهروبين مسافات شاسعة بحث الزعيم المخلوع خلالها عن مخرج أو ملاذ ولكن دونما فائدة.. كان ذلك قبل اضطرار السفير الروسي بصنعاء للمغادرة بسببه,, "كل يوم والثاني يطرق أبواب السفارة ليلا، يشتي يرقد عندهم!!" حسب نكتة شعبية انتشرت بالتزامن مع انتصارات "نهم"، وقيلت على لسان عبده الجندي، ناطق فريق المخلوع بصنعاء. وبينما يتفقد "صالح" خزانات البترول المكدسة في قبو منزله منذ أمد ليس بالقريب، ويجري العملية الحسابية تلو الأخرى: هل ستصمد هذه الكميات أمام حصار المقاومين الذين باتت تفصلهم كيلو مترات عن منزله بصنعاء أو بقريته خارجها. وتعمد يد خائفة الى خرقة خضراء معلقة على أعتاب ركن داره الصامد في طرف صنعاء القديمة، ليمزقها في الليل إربا إربا، يقول "الحاج حميد": وهيييييه وكأن شيئا لم يكن!..
"ياصاحب الدين أقضي دينك قبل..."، كتبها تاجر تقليدي على باب دكانه العتيق، عمر حبرها ثلاثة أيام فقط، شعورا منه باقتراب الأقدام من بوابات صنعاء التي بات زارعو الخوف يوزعون الرعب على ساكنيها في المدارس، المساجد، الأسواق، الشوارع، باسم المجهود الحربي، ونهب المال باسم دعم المجاهدين.. على وقع هذا الخوف كتب صاحب الدكان لزبائنه: "لا تقل فوق الحساب هذي اليومين، سدد ما عليك الدنيا حياة أو موت"، وبلهجة أخرى: ممنوع الدين والرزق على الله. وكتب آخر في صفحته معلقا على ازدياد عدد الأطفال في نقاط التفتيش "سيغلبهم النعاس عندما تصلهم رائحة البارود من نهم"..
وأوقفت شابة صنعانية دموعها التي سكبتها بحرقة حينما منعها والدها – وهو ثائر أيضا- من المشاركة في وقفة بذكرى فبراير قبل أيام، بل حولتها إلى ابتسامة حين قال لها:
(ما في داعي للتعب! خلاص كلها أيام وكملنا.. وبعدها نحتفل بكل حرية )