لم أواجه يوماً صعوبة في الكتابة مثلما هذه الأيام, أو بالأصح, بالكاد أقوى على شرح ما أريد قوله بطريقة لائقة تخلو من كيل شتى صنوف السباب والشتايم لنكرات تخال نفسها ذات جدوى على وجه المعمورة, من شخصيات وأحزاب وتصريحات, داخلياً وعربياً, حقاً تعبت من ذلك. وكأن علية القوم في اليمن خاصة, ودول العرب عامة, عاكفون على محاولة اكتشاف حياة أخرى تدُبُ خارج حدود الغلاف الجوي لكوكب الأرض, او لربما أنهم منهمكون في أبحاث الخلايا الجذعية الجينية التي أتت بالنعجة "دوللي", أولوياتهم اما مضيعة للوقت والتآمر او كارثية, ولا تخص ضروراتنا إطلاقا. أجيبوني, ما الذي بحوزة صالح سميع ليُعين وزيراً للكهرباء؟! أتراه لديه سلسلة أبحاث في مجال تكنولوجيا مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة المستمدة من الشمس – شمس ربي وليست شمس حزبه – هل لذلك العسكري آية أفكار غير تقليدية للحد من إنبعاثات الكربون الملوثة للبيئة؟! أما أحمد الراعي فقِصتُه قصة, المصيبة, لو شاءت الأقدار ذهاب الراعي لحال سبيله ومغادرة منصب رئاسة البرلمان اليمني, لرأينا وقتها حمير الأحمر يقِظ كعينيٍ صقر لاسترداد كرسي والده المسلوب, إبن الزنداني طامح في لعب دور كوالده, والكرشمي يرث مكان أبيه في وزارة الأشغال, وأحفاد البطنين لهم أيضاً فلسفتهم الخاصة في هذا الإطار, وحتى يصير مشهد الختام درامياً وعادلاً, على الشئ المسمى "وفاق وطني" أن يعطي الخبز لخبازه, ويعيد رئيس حزب الإصلاح, محمد اليدومي, الى منصبه القديم, ولا بأس إن تم ترقيته الى منصب أعلى بقليل, بدلاً من الاكتفاء بخدمات غالب القمش منذ أمدٍ بعيد, لما يريدوننا أن نحيا في أيام الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والصحابي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه, يمكننا التعافي والمضي قدماً متى ما اجتزنا هذه الإستقطابات الحادة الخطرة جداً, ما أوسخها من سلطة تجبرك على تغيير اسم ولدك من "نسروان" الى "حيدر", السلطات السورية فعلت ذلك مع عائلة كردية أثناء فرارها من حلب الى إقليم كردستان العراق, وشطبت اسم "نسروان" من على الهوية العائلية للأب وكتبت "حيدر"...ماهذا السفه!! قال مصري, عبر تغريدة, أطلقها على موقع التواصل الإجتماعي تويتر, بما معناه, أن الواقع السياسي في مصر يجيد صناعة "العَك" فقط, واظنه صائب تماماً, كيف لجماعة الإخوان المسلمين أن تدعوا الى مليونية لدعم قرار الرئيس مرسي بإعادة البرلمان المنحل بقرار المحكمة الدستورية العليا, والتي ادى أمامها الرئيس الإخواني المنتخب اليمين الدستورية عند تسلمه مهام رئاسة مصر رسمياً. أكره أن اضطر الى قول أن مرسي ما بيحترمش الشعب المصري, الغريب في الأمر أن الإخوان تذكروا الان أن المحكمة الدستوية عينها المخلوع مبارك. على "سيدي حسين" و "سيدي علي محسن, والزنداني واليدومي والأنسي وصعتر...الخ" عليهم الإصغاء جيداً لما قاله الإنسان محمد حسنين هيكل في اول مقالة له بعد ثورة 25 يناير في مصر (( من الضروري ان يكون هناك محفل وطني جامع مع عقلاء الوطن يحملون امانة مشروعها وبحيث يعكس هذا المحفل ليس فقط روح شباب 2011, ولكن وجوده المباشر ايضاً, وربما كان التأمين الأكبر للمحفل الوطني الجامع لأمناء الوطن ان يتكون من عناصر كلها تحت سن معين خالص من "كراكيب" الماضي – وانا اعتبر نفسي من بينهم – حتى يتخفف المستقبل من حمولاتها وأثقالها, وحتى يكون هؤلاء الأمناء على الوطن أقدر على فهم زمان عالمي جديد, عليه ان يتفاهم معه ويتعامل مع قواه, مبرأ من عقد وتعقيدات ترسبت من مراحل انتهى وقتها الأصلي, وانتهى وقتها الإضافي, وانتهى وقتها الضائع!! )). هل سمعتم يا كراكيب؟! وهذه يمين من عندي, والله إنكم "كراكيب" لا تصنع الإ "العك", وعلى أحدكم أن يفعص أذن حميد الأحمر ويهمس له " حاجتك في الظهور بمظهر البطل والتصرف كمُخلِص لنا من الحرس العائلي, هذه حاجة طفولية ينبغي ان تتخطاها". لا يوجد شئ اخر ليقال سوى أن المحصلة النهائية التي يمكنني التوصل إليها هي أن الثورة خذلت الفقراء والمستضعفين في هذا البلد, وأن هناك صالح اخر الآن لم نعُد نراه. يكفي أن نعرف أن الثورة ضاعت بطريقة ما فحسب.