اُنظروا من أيِّ باب دخل الإخوان في حزب الإصلاح، والسلفيون إلى ما يسمى الاصطفاف الوطني؟ لقد دخلوا من باب المذهبية والطائفية والاستبداد والعنصرية.. فأنصار الله شيعة، زيود، روافض، وسلاليون، إماميون، يريدون إعادتنا إلى عصر حبَّاب الأيادي والركب، وأنصار الله يتظاهرون في الشوارع لتعطيل حركة السير.. يعني المظاهرات التي كانت بالنسبة للإخوان المسلمين ضرباً من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة لولي أمر المسلمين، صارت بنظرهم محرمة، لأن هذه المظاهرات ينظمها ويقودها أنصار الله.. وجُمع الستين التي تدافع عن الجرعة، وعن الحكومة الفاسدة، وعن ترحيل مخرجات الحوار شهراً بعد شهر، تحت لافتة الاصطفاف الوطني، هذه الجمع حلال زلال وواجب ديني وواجب وطني.. أما جُمع شارع المطار التي تطالب بإسقاط الجرعة من أجل حياة اليمنيين، وإسقاط الحكومة من أجل مصلحة وكرامة اليمنيين، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني من أجل إخراج اليمن من أزمة 2011 التي تشتد وتتعقَّد، فإن هذا بنظر الإخوان المسلمين والسلفيين حرام، وخطر، ومؤامرة، وخيم مسلحة! لقد نظموا يوم الخميس مظاهرة، ورأينا المتظاهرين يرفعون الإعلام على سناكي البنادق، وهي مظاهرة قالوا إنها مسلحة في مواجهة مظاهرات أنصار الله المسلحة، بينما السلاح لدى أنصار الله محصور في بعض الحراس، وحسبهم أنهم بعد نحو شهر لم تخرج من بنادقهم رصاصة.. ما سبق مجرد مثال جديد يرينا أن الإخوان والمسلمين لا يؤمنون بحرية ولا ديمقراطية ولا حرية تعبير أو تجمّع، ولا يؤمنون بحقوق الإنسان وأنهم لم يتغيَّروا، فهم أحذية سلاطين.. إذا رأوا أن لهم في الحاكم مصلحة بذلوا له دينهم وطوَّحوا بقيم الدين والدنيا، وإذا لم يجدوا مصلحتهم فيه شغبوا عليه وروجوا عنه الأخبار الكاذبة وحرضوا ضده، وأنزلوه أسفل سافلين. والإخوان في حزب الإصلاح، والسلفيون لديهم مشكلة مع أنصار الله تعود إلى أسباب مذهبية أو طائفية، وعنصرية، وهذا يريك من يخاصمون، ولماذا يخاصمون؟ لديهم مع أنصار الله مشكلة طائفية أو مذهبية، وقد تفاقمت بعد أن وجد الإخوان في الإصلاح أن أنصار الله يتوسَّعون بسرعة، حتى وصلوا اليوم إلى عدن وحضرموت، وصاروا منافساً حقيقياً للإخوان في الساحة الدينية التي كانوا ملوكها المتوجين بفضل رؤساء اليمن الشمالي الجمهوري، والرئيس علي عبدالله صالح.. هذه هي مشكلة الإخوان معهم.. مذهبية.. طائفية.. عنصرية.. وليس للأمر علاقة بجمهورية ولا ملكية، لأن الإصلاح داعية خلافة- وهذا مكتوب في نظامه الأساسي- وأنصار الله، ليست لديهم مشكلة مع النظام الجمهوري.