إذا لم تكن لديك مشكلة مذهبية أو طائفية مع الحوثيين، ولم تقاتلهم كما يقاتلهم الإخوان في حزب الإصلاح، سينقمون منك، فمن لا يقف موقفهم المذهبي والطائفي ضد الحوثيين فهو حوثي بالضرورة، حتى لو كان أمين عام الاشتراكي، الذي أشاعوا أنه ينسق مع عبد الملك الحوثي بتلفون حسن زيد!! وروَّجوا أن اشتراكيين في عمران يقاتلون مع الحوثيين، كما أشاعوا أن القيادي البعثي نائف القانص كان يأوي أبو علي الحاكم، ويوم الجمعة الماضية وزَّع الإخوان في تعز لائحة فيها أسماء وصور مثقفين يساريين ومستقلين، من بينهم مفتي تعز، والدكاك، والسامعي، والجنيد، قالوا إنهم حوثيون، ومطلوب التخلص منهم.. هم في نظر الإصلاح حوثيون لأنهم يكرهون الحرب الطائفية والمذهبية، وهكذا، فالمقالح حوثي، والنائب حاشد حوثي، والدكتور مجلي حوثي، وهذي الصحيفة حوثية، فما بالك عندما تكون مؤتمر شعبي، كيف لا يتهمك الإخوان بدعم الحوثيين، وهم الذين يعتبرونك خصمهم اللدود، ما دمت ضد الحرب المذهبية.. هاتم لنا أي جماعة، أو مؤسسة، أو فرد لم يخاصمه حزب الإصلاح بسبب عدم وقوفه معه ضد أنصار الله.. لو كان بينك وبين أنصار الله بُعد المشرقين، فعدم مشاركتك الإخوان يغضهم والحرب عليهم كافٍ ليزوِّروا لك بطاقة "حوثي"!. ولأن الحرب تشتعل في الرأس أولاً، وتبدأ بكلام، فإن كلام الإصلاح عن هؤلاء قد تتلوه أفعال، فالحذر الحذر، ومن خبر الإخوان ثم لا يستطيع التنبؤ بسلوكهم مغفل.. وإن لم يكن الفاعلون إصلاحيين خُلَّص سيكونون من تنظيم القاعدة الرديف، بعد أن يشد الإصلاح هممهم بالتحريض.. قبل أمس فجروا عبوة ناسفة عند بوابة منزل الفقيه القانوني الدكتور حسن مجلي، وقد سبق هذه الناسفة تحريض الإصلاحيين عليه بسبب كلام قاله لقناة المسيرة، وخلال الثماني الأيام الماضية استهدف مركز بدر العلمي بهجومين: الأول بقنلبة يدوية إلى داخل المركز، والثاني بعبوتين ناسفتين، وهذه من ثمار التحريض الإخواني على الدكتور المحطوري، وهو فقيه مخلص لمذهبه الزيدي، لا تربطه رابطة تنظيمية بالحوثيين.. على أني أن أذكر هنا أن إصلاحياً زلَّت لسانه أمامي بشيء يشبه الخطة، وهي" مكافحة المهربين"، قلت: هذا شغل حكومة، وليس شغلكم.. وفهمت منه أن "المهربين" هم أي "سني" تشيع، و"يهرِّب" الفكر الحوثي إلى بلاد السنة والجماعة.. ونخشى أن يكون "السنيون" الذين قتلوا في تعز وعدن وحضرموت والبيضاء والضالع ومناطق أخرى، قد قتلوا بناء على خطة حزب الإصلاح في"مكافحة المهربين"!