دولة كبيرة قادرة على إشعال الحروب وصناعة الأزمات والمشاكل.. في معظم دول العالم العربي، لكنها عاجزة بشكل فاضح عن صناعة السلام، وإيقاف المعارك، وتبني الحلول والتسويات.. حتى في بلد صغير كلبنان.!! هذه هي السعودية: ترسانة هائلة من المال والسلاح.. وفقر مدقع في العقول والحواس.. تحركات بلا رؤى، وسياسات بلا استراتيجيات! تريد إزاحة الخصوم والأنظمة القائمة، ولا تعرف كيف تكسب الحلفاء أو تتبنى البدائل الممكنة! تجاربها الكارثية مفتوحة في ليبيا وسوريا والعراق، وصولا إلى اليمن، هذا البلد الخارج للتو من وصاية سعودية طويلة.. خرج منها صفر اليدين ممزق الجسد منهك القوى وفي حالة يرثى لها. لا تريد السعودية لليمن أن يكون لليمن، ولا تريد له أن يكون لها بشكل طبيعي.. لا تريد له أن يكون شريكا محترما، ولا تريد له الانخراط في شراكة أخرى محترمة! لقد فرطت دول الخليج عموما باليمن لعقود متطاولة، وتخاف من أيّ مآل له باتجاه إيران، وبدلا من بدائل إيجابية ممكنة، أشعلت فيه حربا أهلية، وشنت عليه حربا عسكرية شرسة في تحالف عربي ودولي أسطوري. هي في كل حال محاولة لاستعادته لبيت الطاعة، من خلال إزاحة "الحوثة والعوافيش" بلغة الإخوان.. لكنها تكره الإخوان والحراكيش.. وتحتقر اليساريين والليبراليين.. وليس لديها من البدائل غير القاعدة وداعش. ستة أشهر من القصف والقتل والتدمير.. بلا خطط ولا أخلاق ولا نتيجة، ولم تشبع بعد من الفشل، وما تزال: رافضة للحل السلمي، وعاجزة عن الحسم العسكري!.