حتى الكلاب لم تسلم من حالة الفلتان وتبدو في حالة رعبشديد بعد انتشار خبر القبض على جزارين باعوا لحم كلاب للناس في العيد، وخبر مثلهذا من شأنه أن يزيد من إقبال الناس على شراء الدجاج ولو من باب "لحم تعرفهأحسن من لحم ما تعرفوش" ، "ولحم تأكله ولا لحم يأكلك". وعلينا أن نثقف المواطنين كيف يفرقون بين اللحم الحلالوبقية اللحوم، سواء كانت لحوم حمير أم من كلاب، أم غيرها من اللحوم التي إن دلبيعها على شيء، فإنما يدل اقتراب الساعة وضياع هيبة الدولة.. بلد صار كل واحد فيهيعمل ما يشاء دون خوف من رقيب أو حسيب. وقد يحدثأنك لو سرت اشتكيت بواحد يبيع لحم حمير، لدفع حق القات وأثبت بمحاضر رسمية أناللحم لحم غزال وليس لحم حمير . يقال إن أحد الحكماء قدموا له لحما فرفض تناولهقائلا لهم: هذا لحم كلاب.. سألوه: وكيف عرفت أنه كذلك فقال: "لحم الكلاب يبدأبالشحم ثم اللحم ثم العظم". الحادثة التي استفزت الكثير من الناس قد تكشف لنا عنعيب في عقولنا، فنحن نأكل ما لا نعرفه ولا نتأكد منه، وقد تكتشف أن 90% منالمقبلين على شراء اللحوم لا يعرفون مدى صحة الذبيحة، يعني لو يذبحوا بقرة دنكليقد فيها جميع الأمراض، الناس بيشتروا وقصدهم لحمة وسط الكيس ... الأفظع من بيع لحم الكلاب، أكل لحم المواطن إن كانله لحم أصلا، فهو أصبح عظما بلا لحم في ظل الدوامة التي وجد نفسه فيها بلا حول منهولا قوة. الأفظع من بيع لحم الكلاب أن يأكل اليمني لحم أخيهاليمني، فتتلاشى القلوب الرحيمة، ولا نجد سوى قلوب تملؤها النميمة، وعقول لايسكنها سوى ثقافة الحرب والفيد والغنيمة، وإشعال الفتن السقيمة. عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي