منذ فترة ونحن نخرج إلى الشارع ونذهب إلى أعمالنا، ونحن نتلفّت ونترقّب خوفا من رصاصات كتم الصوت الطائشة أن تسلم على رؤوسنا بدون سابق إنذار، أو أن تتفجر الأرض من تحت أقدامنا ألغاما ومفخخات، أو أن يأتينا من فوقنا عذابا ترسله الطائرات بدون طيار، أو أن ينفجر مخزن سلاح فيمطرنا بقذائفه وصواريخه ...، ورغم هذا كله لا زلنا نمارس حياتنا إيمانا بلطف الله واتكالا على رحمته فقط، في ظل صمت معدني ثقيل من قبل الحكومة والأمن والجهات الرسمية . لكننا لم نكن نتوقع أننا سندخل مرحلة متطورة جدا تصل إلى حد سقوط الطائرات على الأحياء السكنية والشوارع، والأسواق . قبل فترة سقطت الطائرة المعروفة قصتها على سوق الحصبة، وقلنا أن هذا حدث طارئ ولن يتكرر، فمن الصعب تخيل تكرار حدث كهذا، وقلنا رحمة الله على الشهداء، والحمد لله أن قائد الطائرة توجه بها إلى السوق الفارغ لتلافي وقوع إصابات .. للأسف، لقد خاب ظننا، وما كان يصعب علينا تخيله حدث ..وهاهي طائرة أخرى تسقط، وكما يقول المثل "مش كل مرة تسلم الجرة" ..فهذا المرة لم يكن بمقدور ربان الطائرة أن يتوجه بها إلى مكان ناء، لأنه كما يبدو تفاجأ بالحادث مفاجأة . وحصل ما حصل . يبدو أننا بالفعل سندخل مرحلة جديدة، ولكن هذه المرة لا أعتقد أنه سيكون بوسعنا أن نخرج إلى أعمالنا متكلين على رحمة الله، إذ إن الموضوع موضوع "حياة أو موت" وفرص النجاة أصبحت شبه معدومة ..وكما يقول المثل "ياروح ما بعدك روح" ...فمن الأفضل أن نلازم بيوتنا ونتفرغ لقراءة الأوراد وأداء أكبر قدر من الصلوات، حتى إذا داهمتنا طائرة "طائشة"، نكون قد أعددنا لها نوعا من "حسن الختام"، ومن جهة أخرى يموت الواحد بين أهله وبصحبة أسرته أحسن . حد عارف ؟..يكون الواحد جالس في أمان الله في الشارع، يتفاجأ بطائرة تسقط على رأسه بدون أحم ولا دستور!، وأنت وحظك ..إما أن يجمعوك أشلاء، وإما أن يجدوك فحمة محترقة، واحتمال كبير جدا ألا يتعرفوا على هويتك، وماذا سيفعل لك حزن الدولة حينها ؟!..أحسن حل، كما قلت لكم نلازم بيوتنا، ونكثر من قول لا إله إلا الله، لأنه كما يبدو إننا في تطور مستمر، ولا ندري ما هي المرحلة التالية. !