عندما يتعلق الأمر بطائرات أمريكية بلا طيار تأتي وتحلق في الأجواء وتضرب، ثم يقول رئيس الحكومة "لا أدري" فالمسألة أن لدينا رجلا يتهرب من المسؤولية، لكن في أمور كثيرة تحدث في هذا البلد تدل على أنه بلد منتهك السيادة، وحكومة "مدري" لا تدري بالفعل، والمفترض أنها حكومة دراية ورواية، فأي حكومة هذه؟ مساء الأربعاء الماضي فوجئت حكومتنا بأن مساعد وزير الخارجية القطري، والسفير السويسري في قطر استقبلا في مطار الدوحة المعلمة السويسرية سيلفاني التي اختطفها تنظيم القاعدة من مدينة الحديدة ونقلها إلى شبوة قبل نحو عام.. طائرة خاصة حملتها من مطار العاصمة صنعاء، إلى الدوحة، والحكومة لا تدري.. وبالدقة لم تدر سوى أن طائرة قطرية طلبت الإذن بالهبوط في مطار العاصمة صنعاء، ثم طارت قافلة إلى الدوحة والحكومة لا تعلم ما هي حمولتها.. لا تدري أن الحمولة كانت معلمة سويسرية اختطفت في اليمن لم تسع الحكومة للإفراج عنها. قامت قطر بالتفاوض مع تنظيم القاعدة عبر مشايخ، ودفعت فدية ومكافآت قيل أن مقدارها 200 مليون ريال، وتم ترحيل المختطفة إلى قطر، والحكومة لا تعلم بما كان يجري، وماذا كانت قطر تفعل هنا.. الطريف أنه يوم الأحد، وبعد مضي خمسة أيام من وصول السويسرية إلى الدوحة يخرج رئيس الوزراء بتصريح باهت نشرته وكالة سبأ، يشيد فيه بجهود الوساطة التي ما كان يعلم بها ولا حكومته، ويثمن المساعي الخيرة والإنسانية التي بذلها الأشقاء في قطر.. أميرا.. وحكومة.. وشعبا.. هكذا دفعة واحدة.. وما "يورم الخصيتين" في التصريح المتأخر أن صاحبه ذكر أن ما تم قد تم بالتنسيق مع الحكومة! .. وهي طريقة غير لائقة في حفظ ماء الوجه، لأن الحكومة لا نسقت ولا درت.. وعما قريب قد نكتشف أن السلطات في كل من فنلندا والنمسا قد وجدت طريقة ووسطاء للإفراج عن المختطفين الفلنديين والمختطف النمساوي لدى تنظيم القاعدة في اليمن، والحكومة التي لا تدري ما يحدث في أرضها ستكتفي بتصريح تثمن فيه المساعي الإنسانية التي بذلها الأشقاء في الصومال.. رئيسا.. وحكومة.. وشعبا! حكومة "مدري" ليس لها دراية حتى في أمور عادية.. يوم الجمعة نفى "مصدر مسئول" وبشدة، وصول لجنة المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى عدن للتحقيق في الجرائم المرتكبة يوم 21 فبراير. وكانت اللجنة تقرأ خبر نفي وصولها في الوقت الذي بدأت فيه عملية التحقيق في عدن!