قال بيان صادر عن ما يسمى "جبهة إنقاذ الثورة" إن مؤتمر الحوار الوطني الذي تنطلق فعالياته اليوم تهيمن عليه مراكز قوى تقليدية تسعى إلى تجديد نفسها، واصفاً إياه بالحوار "المعاق والمشوَّه". وأضاف البيان الصادر أمس والذي قرأه النائب أحمد سيف حاشد خلال مؤتمر صحفي عقدته الجبهة أمام مقر الحكومة: إن حواراً تهيمن عليه قوى ومراكز عبثت بالوطن سابقاً، وما زالت تمارس الدور نفسه الآن من خلال استحواذها على أغلبية قوائم الحوار، والتهامها لمقاعد المستقلين والشباب والمرأة، ولم تستطع اللجنة الفنية منعها من ذلك، كيف لها أن تنجز اتفاقات وحلولاً لقضايا أكثر تعقيداً، فمراكز النفوذ التقليدية ما زالت تعزز من تواجدها، وتفرض حواراً معاقاً ومشوهاً. وعن القضية الجنوبية، قال البيان إن عدم مشاركة الحراك الجنوبي كقوة فاعلة حاضرة في الحوار، يعني بقاء الوضع كما هو عليه، وستبقى القضية الجنوبية قائمة دون حل. وسيفشل أي حوار لن يُساهم في إنجاز حلول حقيقية للقضية الجنوبية، بل قد يساهم في زيادة الاحتقان الذي يشهده الشارع الجنوبي. واعتبر البيان الحوار الوطني الذي سيعقد اليوم مجرد كرنفال سياسي احتفالي الطابع بوظائف وإنجازات شكلية ستعمل على تدمير قيمة الحوار وفرص المستقبل أمام اليمنيين. وعقب الانتهاء من إذاعة البيان تم الإعلان من قبل القاضي أحمد سيف حاشد عن عدم المشاركة في الحوار الوطني، موضحاً أن كل الأولويات والقضايا التي كان يفترض أن تكون حكومة الوفاق الوطني قد عالجتها في الشهور الأولى من عهدها لم تحل أو تعالج إلى اليوم. موضحاً أن أسر شهداء الثورة مهملة، وجرحى الثورة يمضغون جراحهم المفتوحة بطول وعرض الوطن، والحكومة تفسد وتعبث بمخصصات علاجهم، وتتخلى عنهم وتتركهم فريسة لابتزاز بعض أطرافها ومراكز القوى النافذة لتعاقبهم لأنهم ثاروا على مصالحها ومنظومة فسادها. وقال حاشد: أشكر رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي لهذه الالتفاتة الكريمة بتضمين اسمي في قائمته كعضو في مؤتمر الحوار الوطني، لا سيما أنها لفته تأتي في ظل الإقصاء المتوحش وعدم رؤية شيء مشجع أو مطمئن؛ فالحكومة غارقة بالفساد وفاشلة بكل المقاييس.. يساق الناس للحوار دون تهيئة بل في أجواء مسمومة وبيئة ملغومة ومرعبة وإخفاق مدوٍ وفشل ذريع في تنفيذ واحدة من النقاط العشرين التي أعلنتها اللجنة الفنية لتهيئة الحوار. موضحاً أن التدخلات في اليمن تتم على حساب مصالح اليمن وشعبه، وعلى حساب قيم المدنية والحقوق والحريات والديمقراطية. وفي تصريح خاص ل"اليمن اليوم" قال حاشد: إن هناك إقصاء للفاعلين ورموز القضية الجنوبية، وتم استبدالهم بآخرين تابعين، وإن اختيار مشاركين مسلوبي القدرة على خلق تغيير حقيقي، واتخاذ القرارات والمواقف لن تكون مشاركتهم ومواقفهم مقنعة للجماهير العريضة التي تتمرس وراء القضية الجنوبية، وسيصعب إخضاعهم بعقلية الشيخ والبيادة العسكرية. وأضاف لست عدمياً، أو متعنتاً، أو متمترساً في موقع الضد إذا ما وجدت توجهاً حقيقياً لإزاحة القوى المتخلفة لبناء الدولة الجديدة، فإني سأدعمه من موقعي أينما كنت.