نظمت السفارة التركية بصنعاء أمس احتفالية تدشين النصب التذكاري التركي باليمن الكائن أمام وزارة الدفاع، وذلك بذكرى "يوم الشهيد التركي"، وهو نصب رمزي للقتلى الأتراك الذين سقطوا إبان استعمار الدولة العثمانية لليمن. وبحضور قيادات عسكرية من وزارة الدفاع وأمانة العاصمة والسفير الأمريكي قام السفير التركي باستعراض حرس الشرف الذين نكسوا أسلحتهم، ثم وضع إكليلاً من الزهور. بعد ذلك تم الاصطفاف أمام النصب التذكاري، وبخشوع بالغ نكس العديد من الضباط اليمنيين رؤوسهم لقراءة الفاتحة على أرواح قتلى الجيش العثماني إبان استعمارهم لليمن. الاحتفالية التي حضرها أبناء الجالية التركية وعدد من شيوخ الدين التابعين لحزب الإصلاح ومندوب من السفارة القطرية، ومسئولين من وزارة الدفاع وأمانة العاصمة ألقى فيها السفير التركي كلمة أشار فيها إلى أن "الاحتفالية تأتي في ذكرى يوم الشهيد التركي".. وشكر الحكومة اليمنية التي وافقت على إنشاء هذا النصب التذكاري الذي يرمز إلى تضحيات الشهداء الأتراك. وفي كلمة أخرى لشيخ الدين الإصلاحي محمد علي التركي قال إنه يجب علينا قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الأتراك الذين جاؤوا إلى اليمن من أجل ترسيخ حكم الخلافة العثمانية ونشر الإسلام. وفي تصريح ل"اليمن اليوم" قال شيخ الدين التركي -الذي أوضح أنه من محافظة المحويت- إن الشهداء الأتراك تم قتلهم من قبل البلاطجة السابقين وتم الغدر بهم. وبعد ذلك التقطت الصور التذكارية للسفير التركي والسفير الأمريكي الذي بدا سعيداً جداً بالاحتفال. وتعد هذه الاحتفالية هي الأولى من نوعها في اليمن ودول العالم، حيث يتم الاحتفال بقتلى جيوش الاستعمار في البلد الذي عانى من ويلات ذلك المستعمر. وقد أبدى العديد من المثقفين استغرابهم واستياءهم من هذه الاحتفالية التي تقلل من تضحيات الشهداء اليمنيين الذين قتلتهم الجيوش العثمانية، ومنهم من قتلوا داخل سجون التعذيب، ومنهم الأمراء الذين غدر بهم قادة الحملة العثمانية مثل الأمير الطاهري في عدن، إضافة إلى ما خلفه الاستعمار العثماني من تخلف ما زالت اليمن تعاني منه حتى الآن وانتشار ظواهر مثل الرشوة والقيود وفساد القضاء. الجدير ذكره أن الأرض التي أنشئ عليها النصب التذكاري أرض متنازع عليها بين مواطنين يمنيين هما محمد الماوري، والعزيري بموجب وثائق رسمية أمام القضاء اليمني، إلا أنهما فوجئا ببسط الأتراك عليها، وكانا ينتظران البت في القضية من قبل القاضي العمري. وتعد تركيا من الدول التي تحظى بدعم دولي لفرض وصايتها على المنطقة العربية تعويضاً من الأوروبيين على رفضهم قبولها كعضو في الاتحاد الأوروبي، رغم أنها سمحت لإسرائيل بفتح سفارة لها في تركيا، وللعلم فإن تركيا عضو في حلف الأطلسي الذي يلزمها القتال جنباً إلى جنب مع دول الحلف حتى وإن كان ضد دولة إسلامية.