(( إلى حبيبي الشاعر الرائع محمد حسين هيثم.. في حياة أخرى)) .
في : ( 1) 1 - عويل الجنابي ..؛ و 2- شهيق المنجنيق.
الجنابي .. لأن لها أجنحة ٌ مطعمة ٌ بالشوك.. , كإبليس.. ؛؛ لذا تهوى الطيران . ؛ وإذ تفعل .. تجنح نحو حفلة موت باذخه .. لتكون مدداً في حروب طارئه .. : (( والله وصبوها القهوة وزيدوها هيل, واسقوها للنشامى عا ظهور الخيل ..))1 ****** الجنابي .. حين تشق ريح صرصر مقابضها ,إلى نصفين .. يقل ضحاياها ؛؛ لكن عذابات اثلامها تحتشد بين حوافها وتبوح بالأنات .
****** (2)
الجنابي .. تفوح من اثلامها رائحة المغدورين .. ؛ ****** كل وحشة المساءات نواحها وبواحها الآسي ،مغاربها الهالكة وليال إفكها .. تعبر من بين عروق الضحية وتعدو نحو خيوط دمها العالق في عين الجنبية الماكره .. لتنفث فيها إكسير العماء .. ؛؛ ثم تغسل صاحبها بهباء التيه ..؛ ******
ضئيلة ً .. ؛؛ تترآى الجنبية .. عند آخر ثانية في عين الضحية , كعانة صرصار أو كقشة معلولة من ليلٍ أوغل في الإثم أو من أحشاء ريح صرصر ؛؛ .. ******* القبائل إذ ترتق الرصاص بين أثلام جنابيها لتمشط شَعر خيولها وتسرحه إما مسرة ً لدم الذبيحة أو بهجة ً في حفل ختان فرس جميلة.. كم مرةً جرجرت البيادق والخيولَ إلى متاهة المُلك ..؛؛ ******* (3) (( الجنابي )) لها نشيد يتيم ولها صرير كالحديد في اصطكاكه ؛؛ (( الجنابي )) لها عيد وحيد , إذ حين تلهو فيما بينها , تنوح أسى ً يقولون عنه : (( البرع )) 2 (( الجنابي )) ليس لها مقام في حدائقنا .. ولها مقام في غفائر أبائها بالتبني .. , لذا لها الحق وحدها .. إن شاءت (( التفرطة)) 3 في أحذية فارهه ؛؛
لكن الله لا يغفر لها و لأصحابها , التحشيش والتخطيط لغزوة سريعة , من سواحلنا , لفيد مالٍ وشالٍ ولؤلؤٍ و(غتره ) ولسوف لا يغفر للقبائل أن تجرجر جنابيها إلى إسطبلاتٍ لليلةٍ مثليةٍ مع كلبات تحيض ليوم ثامن ..؛؛ ******* (الجنابي) .. تكشط بأثلامها ما تبقى من أحلام الضحيه ومن قميصها الغُناء.. وهوى الأهل , وما تناثر على أزرتها, وخطوط ألوانها من قُُبل..؛؛ ******** أحياناً .. , تتفلت الجنابي من أصحابها غفلةً .. , وتمشي وحين تشتم رائحة ماشيةٍ سوأه .. تذهب حزينة ً إلى أهلها وفي دار العزاء .. تبكي دماً طازجاً بات من طعناتها الأولى يسيح من شرك الليلة الفائته.. ؛ ******** (4) ((الجنابي )) ليس لها مقام في دروب كفوفنا وليس لها مقام بين الهوام والكائنات الطفيفه .. , .... اذكر حين كنا نودع أمهاتنا, مسافرين إلى برٍ بعيد.. , هن يرفرفن لنا (بالمقارم )4 ونحن نلف مناديلنا بأصابعنا كضفائر التلميذات ملوحين بها, لهن بالوداع.. أصابعنا العاليه, أصابعنا الموشاة بنشيد الوله و المحناة بشجن الأقحوان وبإكسير محبتنا للمياه التي أغوتنا طويلاً , بأجملَ من حكايه , وبالمرايا و الصبايا .. ؛؛ بينما الجنابي ليس لها مقام بين أعطاف مياهنا , ومعاطف الخلآن .. ******** الجنابي لها عيون جواسيس .. ؛ الجنابي حين يسقي أصحابها عروقها غازاً يمور بخبت الدسيسه .. ودماً فائراً.. تكون إليها أعز من الأرض و العرض ؛؛ ******** الجنابي , لها ريبة الجواسيس , بينما ألق الأحاسيس تجف في أبدان أصحابها , وتعوي بين شرايينهم رغوة خائنة وفي ذكرياتهم يجثم ندم عليل.. ؛؛ ******** , فيما كل طعنة في أضالع الضحية .. , هنا .. , تكون غير بعيد .., هناك.. شمعة تزهر من كفوف الأمهات , لتضيء الدروب للحيارى والشاردين , في البراري وفي المياه الحزينه .. ؛؛؛ .. وفيما كل طعنة في بدن المغدورين .., هنا , تنبت في أصصٍ عالٍ .., بعد حين .. ؛ شمعة يضيئها الأبناء في ميلاد جنوب , تخجل منه الجهات ,, جنوب عابر فينا , يعزف على وترٍ يئن , بأغاني المغدورين,,؛؛ ******** (5) الجنوب بات مقبره .. " فيما شوارعه منذ الحرب الأخيره تعبر بين دروبه الضنينه مرةً كالأغارب " وأخرى كالجنازات " الجنازات المكللة بالزعفران " . ******** كل المسالك نحو الله تبتدئ جنوباً ..". ******** الجنوب .. ميلاد الجهات .. " .********
... ويكون الله مسروراً حين يسقي من الجنوب , بمياهنا شجر القيامه .. " ******** الملائكة تعاود طيرانها بين الفضاءات المنهوبة للجنوبيين تلك الفضاءات المعجونة من فضة المطر ومن ماء قصدير القيامه ومن ريش البهاليل وتمتمات الحمام وهديل المرايا ومن زلال الوتر .. فيما الجنابي معجونة من سخام آباط الأباليس ومن قضيض الضجر .. وبها ولع بالدسيسة وبدم الأخوين.. الجنابي لا تخجل من دم الخفافيش .. وبها هلع بإهتراس الفريسه وبدم البجع.. الجنابي يتشقق من أضلاعها ليلاً وخيلاً ونهاراً يئن من غثاء البرع .. .
******* (6) ((الجنابي)) .. ليس لها بذور كالغيمات والأولياء .., كالكلام وكالسنونو ؛؛ الجنابي ليس لها جذور كأشجار السماء وغيرانة ً من المسرة بين شغاف القتلى , وهي تهدي الأرض زهر الأقحوان , الجنابي لها عمر مديد , أطول من زيجات الغزاة و الملوك , أطول من سهاد السواحل على المياه في الليالي البارده .. , الجنابي .. لها بدلات مطرزة من ريش الطواويس وتكون في زهو بياضها عند غمسها في دم الكائنات .., الجنابي .. كان يراودها حلما أغلى من أمنيات الأبالسه .., وهي أن تغدو , أولى سماوات الله .. , لابسة بدلة من صلصال , حتى يسهل شق لحمها ,؛ ليتوزعها القبائل فيما بينها , سقوفاً لإسطبلاتهم السعيدة .. ؛؛؛ ******* الجنابي كآبة الفولاذ ونقيصة الآن, قياساً للعروق الأصيلة للماء أبانا.. الجنابي كما أصحابها , فضيحة المدنية العامرة بوداد السواحل .. للناس.. وللملات .. وللأجناس, للأحباب والأغراب.. الجنابي تقضم صلواتنا وتجتز التراتيل من عروق المعابد .. وتجفف إكسير الغفران الهابط من شآبيب العرش .. . ******* عدن ونس الله من كل الخلائق , وونس الأغراب و الأعراب والأعراق , النساء و الكلام والمجامر , المرايا والبيارق والصبايا و دندنات (القمندان)5 ., (7) عدن ونس الأولياء والحمام والكرادلة وشيوخ الطريقة وأبناء((الكومنولث )) 6 والمواقعة الشفيفة بين ذكور المياه وإناثها .. , لصق بيوتنا والبحر .., : (( يامركب البندر .. يامركب البندر سنتين واستنى .. يامركب البندر فيبك حبيب الروح.. يامركب البندر))7 عدن ونس الله من كل الخلائق ونس الطوائف و الزواحف وأسماك الله في مياهه الحسنى وبيض الملائكة وملكوت فراخها .., ونوادي ((الجولف)) ودفوف الفرق الجواله .. ,, عدن ونس الله من كل خلائقه ,, وونس الصيادين والعوادين والبساتنة والمراويس وكمائن ((الجبرت)8 في تواترها ب((system))9(الماسونيين) 10 خلال ولائمهم في بهرجة الإفك بين دهاليز(بنجلة الشيطان)11 طوع جرحى (اليزابيت)12 عدن ونس الله من كل الخلائق , وونس المسيا .. وقبائل ماركس .. وطيران الراقصين للشرح اللحجي في عنفوان عذوبته :
(( ايش جلسك بعد ما قمنا نجيم الصباح وغلب مايحني : حنولو .. ))13 ونس (الطمبره)14 وهديل (الليوه) 15 : (( ياليوه لويه .. ياليوه لويه هذا الوليد شراني مابمشيش معو, والله مالقيتو سيا مُباسا دورتلو مالقيتو سيا مُباسا .. بردو يا كوز بمبا .. لصي فانوس طفي لمبه .. ملنجا .. ياملنجا .. حالي ,حالي ملنجا ))16 (8) عدن ونس الله من كل خلائقه ومذاهبه وفتيان حلقات الذكر عدن أنس البارات , ودارات القوادة في الضواحي البعيدة عدن ونس الله من كل الخلائق وسجادة للصلاة, محبة لبسالة المدنية المجيدة, ولأبناء المياه الوديعة.. عدن قلادة يلفها الأحباب حول أعناقهم كالتميمة من شر شمالٍ إذا حسد .. لكنها ونس الله من كل الخلائق بينما الذباب ونس القبائل.. والمملكات, على دم يسفح من شغاف الجنابي ومن لعاب المنجنيق .. . ******* متى تدرك الجنابي , بنات الزنا ؟" إن من دندنات الأمهات وهن يرتشفن الشاي (الملبن)17 على عتبات البيوت وفي السواحل .. من ذات هذي الدندنات يبزغ غُناء الله
:( زي الشعاع اللي تشوفو العين .. العين في الفجر الوليد.. زيو أشوف ودك وحبك .. زي النسيم اللي يلطف .. يلطف جو يوم صافي جديد .. زيو أحس روحك.. وقلبك .. عشرتك حلوه .. حلوه فيها حب وحنان .. لهجتك غنوه .. غنوه .. من أغاني الدان .. وادان دانا .. دانا.. وادان دانا .. دانا .. وادان دانا لدان .. وادان دانا لدان .. دانا علم دانا )) 18
أواسط يناير - أواسط فبراير 2009م الأصيلة – عدن. (9) الهوامش: 1- (ولا صبوها .... ) : إحدى أشهر أغنيات المطربة الشامية سميرة توفيق . 2- (البرع) : رقصة تختص بها قبائل الشمال , تجلب الشعور بالحماسة للحروب والغزوات عند أفراد القبيلة , وقد باتت رقصة شعبية يتبارى بها أفراد القبيلة مظهرين مهاراتهم القتالية فيها . 3- (التفرطة) : وقت خلال ساعات العصر يتبادلن فيه نساء الشمال الزيارات لتناول القات والقهوة وغيرها .. 4- (المقارم ) : مفردها مقرمة وهي قطعة قماش خفيفة من الحرير أو الململ تلف بها النساء أعناقهن و رؤوسهن وعلى دروعهن في عدنولحج وأبين .. 5- (القمندان) : أحمد بن فضل القمندان , من أبرز أمراء السلطنة العبدلية في لحج ومؤسس الأغنية اللحجية .. 6- (الكومنولت) : اتحاد اقتصادي يشمل الدول التي كانت مستعمرات بريطانية تتبع إدارة التاج البريطاني وتخضع لعملة الجنيه الإسترليني الإنجليزي .. 7- (يامركب البندر ... : أغنية للفنان أحمد قاسم وكلمات الشاعر لطفي أمان . 8- (الجبرت) :أشيع في خمسينيات القرن الماضي خلال فترة الاحتلال البريطاني لمدينة عدن .. , بأن هؤلاء الجبرت وهم أبناء الجالية الإرتيريه, تم تشغيلهم من قبل إدارة الاحتلال البريطاني لاختطاف الناس خلال حالات الطوارئ أو ما كان يسمى حظر التجول في مدن ولاية عدن وأخذهم إلى دهاليز ((بنجلة الشيطان)) لشفط لترات من دمائهم لإنقاذ الجرحى الجنود البريطانيين بعد إصاباتهم خلال معارك حرب التحرير الشعبية في شوارع عدن . 9- (System ): نظام.. منظومة.. (10)
10- (الماسونيين) : حركة عالمية وتعني بتآلف الأديان السماوية وقد أنشأت لها فروعاً في بعض عواصم العالم الهامة ومنها مدينة عدن أواخر خمسينيات القرن الماضي . 11- (بنجلة الشيطان ) : فرع للحركة الماسونية في المستعمرة عدن وتقع على مدخل مدينة المعلا .. 12- ( اليزابيت) : ملكة بريطانيا العظمى ,اليزابيت تايلر , أو اليزابيت الثانية . 13- (ايش جلسك ... ) : وهي أحدى أشهر أغاني الفنان الشاعر والملحن الكبير ,الأمير أحمد فضل القمندان .. وتؤدى في ليلة الحناء للعريس في حلقة رقص واسعة للشرح اللحجي وباتت شائعة منذ أمد بعيد في عدنولحج وأبين . 14- (الطمبره) : وهي فرقة رقص شعبية ينحدر أعضاءها من أصول شرق أفريقية ومن بينها زنجبار : , وقد جاءوا إلى مدينة عدن في مطلع القرن الماضي , وسكنوا في مدينة الشيخ عثمان . 15- (الليوه) : وهي أحدى أشهر الرقصات الشعبية في فرقة الطمبره السواحلية , الإفريقية . 16- (ياليوه لويه ... ) : وهي إحدى أشهر الأغاني الراقصة لفرقة الطمبره . 17- (المُلَبن) : هو شاي مطبوخ بالطريقة العدنية وهو عبارة عن شاي ثقيل يفور بالماء واللبن البودر و يمزج بالهيل واللوز والجوز. 18-(زي الشعاع اللي تشوفو... ) : أغنية للشاعر الكبير لطفي أمان وألحان الموسيقار الفنان الكبير أحمد قاسم وغنتها الفنانة الكبيرة صباح منصر .
