قُبح على قُبح .. تمبال على تمبال .. أنكال تلو أنكال وخرائب تتوالد بالمزيد من المصائب !! هكذا هو ديدن هؤلاء المحتلين الآبقين الذين قدموا إلينا على غفلة من أدغال التخلف ليسيحوا بتخلفهم وهمجيتهم وظلاميتهم على أرضنا الطيبة ليحيلوا مساحتها على فساحتها إلى قيعة تعج بالويلات والمصائب والنكبات ليتسنى لهم تمرير مخططاتهم الجهنمية بحق شعبنا الجنوبي العريق ليتوه في مغامراتهم الإجرامية التي تستهدف أساساً اجتثاثه وإحكام الاستيلاء على أرضه وثرواته.. إن كُرهنا الشديد لهؤلاء الغزاة المتفردين في وحشيتهم ليس مكمنه فقط إنهم أحتلوا أرضنا وسلبونا حقوقنا ونهبوا ثرواتنا وأسرفوا في قتلنا وإنما أيضاً لفيض كيلهم لنا بالمساوئ والمنغصات والمكدرات الحياتية وبصورة متتالية ومتتابعة من السيء إلى الأسوأ إلى الأكثر سوءً ، فمنذ أن استباحوا أرضنا أخذوا يمرغوننا في جحيم العيش بل ويشتاقوا أن يضعونا في قعر الجحيم وليس على (ضفافه) إن كان للجحيم (ضفاف) لتسوَدّ الحياة في عيوننا . وفعلاً أجزم أن الحياة قد أسوَدَّت تماماً ليس في عيوننا وحدنا بل وفي عيون إخواننا البسطاء في الجمهورية العربية اليمنية لأن جرعة رفع الديزل والبترول الأخيرة ستعصف بجميعنا مع الفارق إننا في الجنوب نذوق مرارتين مرارة الاحتلال والجرع فيما هم يعانوا من مرارة واحدة !! . اعزائي ليس المقصود أن نذم ونشتم ونقدح ونردح هذا الاحتلال الغاشم المتغطرس لأنه قد وصل إلى قُبح تعجز المفردات عن وصفه بل قد لا نجد في المفردات العربية ما يلائم مقامه الفائق في السوء على الإطلاق . وفقط الذي وددنا التركيز عليه في هذه المقالة الموجزة هو تعرية هذا المحتل وهو يتبجَّح بالحديث عن التطور الذي أحدثه في واقع الجنوب المحتل وفي واقع الجمهورية العربية اليمنية !! أرجوكم تفكروا.. تمعنُّوا.. تملُّوا.. تساءلوا في عقولكم : هل من تقدُّم إلى الأمام أم أن كل ما يحدث هو تدحرج مخيف إلى الخلف ثم الخلف ثم الخلف ثم الهاوية !! . وأن الذي تمكَّن منه جيداً هذا الاحتلال الإختبوطي هو معاكسة منطق العصر والسير بالتطور على نحو معكوس تماماً . بقى لنا بهذه المناسبة السيِّئة أن نلفت عناية الذين يتفلسفوا كثيراً عن مخاطر انزلاق هذا البلد العجيب إلى الصوملة أن يكفّوا عن مثل هذا الكلام لأن العاصمة الصومالية الآن أفضل حالاً من عاصمتهم صنعاء التي يلفَّها الظلام الدامس وتتمخطر فيها عصابات القتل ليل نهار !! فكفى كذب ودجل وتدليس يا أزلام الاحتلال .