دكتور احمد شرف الدين وقبله د. عبد الملك جدبان واليوم د. محمد عبد الملك المتوكل . إذن نحن إزاء رصاصة خرقاء قاتلة لخيرة العقول ، ولنخبة الفكر ، ولنجباء الأُمة ، ولطليعة المجتمع ورواده . نعم نحن تجاه جريمة منظمة هدفها تطهير البلد من أي قيمة انسانية ومعرفية وحضارية ومن الطُهر والفضيلة والانموذج والقدوة الحسنة والحلم والأمل والتحضر ، وبدلا عن هذه الاشياء ينبغي احلال الهمجية والفوضوية والرذيلة والفساد والخراب والخوف وسواها من الافعال المتخلفة القميئة . حزين جدا ؛ فالفاجعة عظيمة والمصاب جلل والخسارة كبيرة وفادحة . لن اجاري الرئاسة والحكومة والاحزاب في ادانتها للجريمة النكراء ! لن اطلب المستحيل ممن يشجبون ويستنكرون الآن وكأن جريمة القتل وقعت في الاسكيمو او التبت لا في عاصمة بلدهم ! . فكل ما اكتبه هنا ليس إلَّا مواساة لذاتي المنكسرة الواجمة الفائضة حسرة وندامة ووجعا ودمعا وقولوا ايضا غيضا وخشية على وطن ينحر نبله وحكمته وجماله وسموه كيما يرتع وينمو لؤمه وجهله وفحشه وبغضه وقذارته . نعم ليس لي من مرثاة تضاهي ما فقده وطننا وشعبنا ، لذا سأكتفي بما صاغته قريحة شاعرنا الجميل النابض القا ومحبة وحلما الدكتور عبد العزيز المقالح في قصيدته " خطاب مفتوح الى اهل داحس والغبراء " إنهم قومُ ( داحسَ) أجفانُهم كالمفازاتِ غبراءُ، لا يشبهونَ البلادَ التي خرجوا من محاجرِها .. يتواصونَ بالموتِ، لا يتواصونَ بالحبّ حزني عليهم وهم حزنُ هذي البلادِ . الى أين يمضي بهم حقدُهم ؟ وإلى أيِّ هاويةٍ يسرعونَ بأوزارهم ؟ أيها اللَّيل لا تنجلِ ، ارتحلي يا نجومُ فإنَّ البلادَ التي ذبحت أجمل الثائرينَ وأشجعهم ، لن ترى الشّمسَ .. أبناؤُها فقأوا بغوايتهم عينَ حكمتها ، ومضوا يعبدونَ الظلام .