هذا الجمال المشبع بالخضرة وروعة المعمار اليافعي الفريد والأصيل، سمة بارزة وملحوظة في منطقة (تي اللّب) من مكتب اليزيدي- يافع ..واللُّبُّ (في اللغة): العقل وجمعه ألْباب...ومن كل شيء خالصه وخياره ونفسه وحقيقته.. و(تي) حِمْيَرية ولها في لهجة يافع أكثر من معنى, من ذلك أنها تأتي بمعنى "ذات" أي صاحبة أو ربة الشيء, وتكون سابقة لازمة لمسميات مؤنثة, وفي يافع قرى ومواضع وأراضي زراعية كثيرة تسبقها"تي" مثل: تي كَبَابَة, تي حَمَا, تي الشارق, تي الحُلي "تِلْحُلي", تي القرضة "تِلْقَرضة", تي البلسة "تِلْبَلَسَه", تي أضنَكَه "تَضْنَكَه", تي الشرافس "تِشَّرَافس"..الخ. ويقابلها (ذي) للاسماء المذكرة مثل (ذي ناخب) (ذي صُرأ) (ذي جليد)...الخ وعودة إلى (تي اللب) وادي الخضرة والجمال، التي لا شك أن من يراها أو يزورها للمرة الأولى وهي تلبس حلتها الخضراء القشيبة لا يملك إلا أن يقول "يا إلهي! ما هذا الجمال؟... ولكي يكتمل جمال الطبيعة التي منحها الله لهذه المنطقة، فلا بد من جمال الأنفس وتسامحها ..ولهذا أقول أن على أهل الحل والعقد من أهلنا هنا أن يعيدوا لهذا الوادي وأهله الكرام الأمن والأمان ويصلحوا ما شجر بينهم من خلاف، عملا بقوله تعالى:{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} "... وعليهم دون غيرهم تقع مهمة وأد الفتنة وإصلاح ذات البين.. فهم من يعاني منها كل يوم وكل ساعة ويدفعون ثمنها من حياتهم ودمهم وسعادتهم .. وجدير أن يكون موطن الجمال الطبيعي الساحر هذا ، موئلا للسلام .. وقبلة للسواح .. ومرتعا للأمن والأمان ... وهو ما نتمناه من أهلنا ذوي الألباب والعقول الرّاجحة في (تي اللب).. نذكرهم بهذا من منبع الأخوة ومن الحب والحرص عليهم .. قال تعالى :{وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ}...