اعترف كنت اشتراكيا حتي النخاع عشقت اطروحات الفلسفة وفن الجدل ونظريات المنطق والمادة، عشقت واتزوجت "مارينا وكاترينا " اصبحت الاشتراكية قبلتي وحياتي، فأنشأت بمنزلي مكتبة ضخمة ومتنوعة تروي فطاحلة الفكر الاشتراكي واساطير الأولين الذي نهلت من افكارهم حتا ارتويت بأن الاوطان وثرواتها ملك للطبقة العاملة المسحوقة،، كنت مسؤولا سائحا وسابحا في حدائق الاشتراكية لدي بالمنزل اسطول بري لنقل اللحوم والاسماك والخضار،، ويدرس اولادي في اوروبا،، ونقوم نحن والأسرة بفحوصات فصلية في امريكا،، الوطن بالنسبة لي إسفنجة تأخذني لقبيلتي وعائلتي ومتطلباتي الشخصية . انا لا اعرف ماهو الوطن ولا اعرف ماذا يعني بناء المنجزات والاستقرار والمصلحة العامة للشعب نجحت بإمتياز،، وفجأة هاجت وزمجرت رياح وعواصف التغيير فأصبحت مؤتمريا حتا الثمالة وارتميت بحدائق المؤتمر نسيت "مارينا " وطلقت "كاترينا" وأحرقت مكتبتي،،صرت مؤتمريا وأنشأت مكتبة لوثائق المؤتمر فمنحونا المسؤولية ومنصب رفيع فحصدت المال والعقار والاراضي وشيدت الفضائيات والبنوك والاتصالات واساطيل لنقل التموين لمنزلي،، كل مهمتي هي اطلع منبر الخطابة وأصرخ (ان الوطن بقلوبنا وسنعمل لكم المشاريع والمستشفيات والامان والمدارس والكهرباء وسنحارب الفساد والارهاب والفوضى) وكانت الناس تصفق وتصفق وتحييني بحرارة بل اني ذات مرة كنت اخطب بحماسة وفجأة انقطعت الكهرباء ورأيت الناس تصفق وتصفق ونظرت اليهم وقلت بنفسي (يا الاهي شعب عرطه يصفقون لي والكهرباء طافي وأنا مسؤول من سنين طويلة) فأيقنت اني على حق واستمريت بنجاحاتي ثم هاجت رياح التغيير فارتميت لأكون إصلاحيا،، نسيت حدائق ونقانق ووثائق المؤتمر،،وجعلت لحيتي تطول فتحدثت عن صلاة الاستسقاء وقوانين ومنهاج زواج القاصرات،،فذاع صيتي ومنحوني المنصب والمسؤولية فحصدت المال وامتيازات وصرت مسؤول كبير بالدولة. ثم هاجت رياح الخريف والربيع فأصبحت حوثيا من انصار الله فتحدثت عن بطولات اللجان الشعبية وعن الصلاة ومتى تسربل الايدي ثم وصلت لمرادي واصبحت مسؤول كبير بالدولة،، صرت اتقزز وأشفق من اغنيات وأناشيد الوطن يكفيني وصلت لمبتغاي تحصلت علي الاموال والعقارات والسيارات وأولادي يدرسوا في اعظم جامعات امريكية واوربية،،ولما اتعرض لنزلة برد عارضة اذهب لأوروبا واعمل فحوصات شاملة بآلاف الدولارات تدفعها الدولة من خزينة الشعب وليس من جيبي، مازال لدي اسطول شحن لنقل اللحوم واخر لنقل الاسماك والخضار والفواكه واخر لرابطات العنق وفساتين الافراح،، عملي هو ارتقاء المنبر واقول :(لقد جئنا من اجل الوطن سنبني الوطن ومن اجل الوطن سنمنح ارواحنا) مستعد اكون بعثيا وناصريا وقاعديا وداعشيا وكهنوتيا وشوفونيا وبوذيا،، الوطن في اعناقنا مستعد اضحي بنفسي وأكون اسفنجة تقذفني الامواج ورياح الربيع والخريف إكراما وخدمة للوطن؟؟؟؟؟؟)فتبسمت وقلت بنفسي بل خدمة لتأمين وبقاء اسطول النقل ليمون اسرتي بكل ما نطلب،،لكني لست مستعدا اكون وطنيا،،) نعم نعم الوطن مجرد كلمة مستهلكة ظل العابثون يلوكونها صباحا ومساء،،لله كم هي قذرة ووضيعة لعبة السياسة بالأوطان)