هاهو الشعب اللبناني قد ثار ضد حكومته التي لا يوجد لها رئيس دوله حتى اليوم ، ولست ادري هل جاء دور لبنان لخلق وخلط الاوراق فيه، بعد العراق وسوريا واليمن وليبيا !! ام أن الشعب اللبناني قد ثار لاجل النفايات المتراكمة في الشوارع والذي يؤكد فساد الحكومة اللبنانية اسوةَ بالحكومات العربية الفاسدة .
ألمني ذلك الواقع اللبناني عندما اقارنه بواقعنا اليمني الحاصل اليوم. فالنفايات لدينا كثيرة ومتعددة ، فقد ازكمت انوفنا منذ الأزل ليس بنفايات المخلفات فقط ، فنفاياتنا لا تحصى ولا تعد . فنفايات الفساد التي انتشرت بعد الوحدة والتي كان يصوق ويزين براميلها نظام المخلوع صالح قد أهلكتنا ونخرت جسم الوحدة الأنيق وغيرت ريحها المعطر الى روائح النفايات الفاسدة التي اهلكت الحرث والنسل، فزادت نفايات الفساد في الشارع اليمني واضمحل القانون وهلك بسبب انتشارها الكبير . وبهذا الانتشار الكبير لتلك النفايات وزيادة براميلها في كل مرفق وشارع طغت تلك النفايات واحرجت الشعب الجنوبي قبل الشعب الشمالي مما ثار هذا الشعب بسبب تلك الروائح عله ان يوقف تلك الروائح الكريهة المنبثقة من رأس النفايات ( المخلوع ) فحاول في 2011 ان يردم النفايات الى الابد ولكنه خدع ووقع.
فانفجرت نفاية برميل الحوثي بأمر من المخلوع صالح ، لتنتشر روائحها الكريهة لتصل الى الجنوب الذي احدثت فيه علل كثيرة فقد دمروا البلاد والعباد ، لا لشي الا لان الجنوبيون وضعوا الكمامات على انوفهم من تلك الروائح النتنه الأتية من جبال مران .
ايها اللبنانيون ان كان لديكم نفايات مخلفات فقط، فإخوانكم في اليمن لديهم نفايات سياسية تبلد اصحابها وتبلد حسهم المرهف واصبحوا لا ينظرون لمصلحة وطن ولا مواطن الا ما يرضي ضمائرهم المزكومة بسبب نفاياتهم المزمنة . إن كانت ازمتكم ايها اللبنانيون ازمة نفايات ، فازمتنا ازمت فكر ومنهج عقائدي فاحت روائحه من جبال مران المدعومة بالعطر الفارسي الايراني. ان كانت ازمتكم ازمت نفايات، فازمتنا نفايات بشريه منتهكه ومقتولة ومذبوحة مجدوله هنا وهناك في ارصفة الشوارع . إن كانت ازمتكم ازمت نفايات ، فازمتنا ازمة ماء وكهرباء ومشتقات نفطيه حرمنا منها منذ امد. إن كانت ازمتكم ازمت نفايات ، فازمتنا ازمت اخلاق انعدمت عند اصحاب القلوب المريضة والنوايا الخبيثة التي اعلت العباد والبلاد . ان كانت ازمتكم ازمت نفايات، فازمتنا ازمت امن وامان وحياة كريمة متوفر فيها كل الحقوق والواجبات اليومية التي لا يستطيع اي انسان الاستغناء عنها من على ظهر هذه المعمورة . ان كان ازمتكم ازمت نفايات فقط، فازمتنا وطن بأكمله باعه المفلسون من الحس الوطني، بأبخس الاثمان ، رضاءً لجشعهم المتسلط المعلول بداء العظمة المتمثل بقوله ما علمت لكم من رئيساً غيري . ان كانت ازمتكم نفايات، فازمتنا ازمت ثقة نزعت وانعدمت في اوساطنا ، مما تسلط علينا هوات الازمات بسبب ثقتنا المنزوعة في ما بينا . احسدكم ايها اللبنانيون لازمت نفاياتكم فقط، بينما نحن نقتل وننام ونصبح ونشرد ونهجر وتدك اجسادنا قبل ديارنا من تلكم النفايات المزمنة التي ارهقتنا ونحن نحاول ردم ودك براميلها الكبيرة التي عاثت في الارض فساداً ونتانة. فندعوه سبحانه ان يحل ازمتكم ، ويحل ازماتنا المتراكمة على مر السنين .