اسرد لكم هنا قصه حقيقة عشتها فتذكرتها فحبيت أن أوثقها لي ولكم وللأحفاد وهي قصتي مع صديقي وأخي : ياسر العنسي . عشت أنا وصديقي وبعض الأولاد في قريتي حياة طبيعية يتخللها الفرح والحزن الائتلاف والاختلاف مثل ما يعيش الأطفال في قرى الأرياف , للعلم في أرياف الجبال في القرى لا بد أن يشارك الجميع في العمل كل إفراد الأسرة من صباح الباكر لا بد للام أن تقوم قبل طلوع الشمس لطباخة الفطور والبنت تقوم لكنس الدرج وجانب البيت والوالد يذهب إلى الطين للزراعة والأولاد الكبار معه وأما الصغار فان كانوا قد بلغوا حد توليهم مهام مثل المشوار السريع إلى الدكان فتح زريبة الغنم توصل الأكل إلى الطين وبعض الأحيان اللعب لكن كان اللعب في فترة معينه بعد العصر في طريق السيارات. قريتي كباقي قرى يافع جميع أهلها تعيش هذه الأدوار وأنا وصديقي كانت علينا بعض المهام وأيضا كل أولاد قريتي نفس الشيء كعادتي في الصباح بعد أن أخرجت الغنم وسقيتهن الماء وذهبت إلى الفطور بعدها أوكل أليا مهمة رعي الغنم في ذلك اليوم وفي معظم الأيام كانت هذه هي مهمتي الرئيسية في هذه المرحلة من العمر , فانتظرت حتى اخرج مع أولاد القرية عندما يذهبون بأغنامهم إلى الجبال لرعيها فكان من حسن حظي وفي نفس الوقت كان سوأ حظي , أن رأيت صديقي المخلص والوفي المبتسم دائما حيث أن الابتسامة لا تفارق محياه ففرحت كثير وفرح هوى أيضا , كان معنا أيضا بعض الرعاة فاختلفنا معهم عن مسار الرحلة القصيرة في أي جبل نرعي الغنم , فقررنا أنا وصديقي أن نأخذ غنم أهل القرية جميعا ونرد من ليس له رغبه الرعي ونذهب إلى منطقة جبل ( لحجن ) وكان في أسفله تحديدا في منطقة ( ابعره ) يوجد ماء وسد صغير للسباحة وأيضا لسقي الغنم فتحركنا بروح ومعنويات عاليه وفرح وسرور وكنا نأخذ جعابنا فيها الماء والخبز ' فذهبنا إلى اتجاهنا وكان يوما سعيد وسبحنا وأكلنا الخبز مع العثرب , وبعد منتصف الظهر بدأت السماء ترعد والسحاب تتجمع وتسود . حقيقة تغير النهار إلى شبيه الظلمة من شدة اسوداد السحاب ومخيف من شدة صوت الرعد وقوة وضوء البرق , فتفرقت الأغنام وتشتت وتوجهه إلى الجروف والبعض نوع الظان لم يمشي ولم يتحرك وبعض الماعز أسرعة باتجاه القرية فلتتفنا حولها وبداء المطر يطش طش زخات كبيرة متقطعة , فاستطعنا أن نسيطر على الوضع في الأرض ونسيطر على قطعان الغنم رقم صغر أعمارنا واستطعنا أن نتحكم بهن , ولكن فجأة سمعت صوت بكاء صادرة من اتجاه أسفل الجبل وإذا بهم أطفال اصغر منا يرعون الضان ولم تتحرك لهم من المطر وللمعلومة هذه طبيعة الضان عند نزول المطر , فتفقت معه على أن يحجز غنمنا بين الجلوب ويوقف إمامهن والبعض منهن دخلين في الجلوب وأنا سأذهب لمساعدة مصدر الصوت وفعلا ذهبت وحركة لهم الأغنام باتجاه قريتهم ( الوادي ) شعب العرب , ورجعت إلى صديقي وحركنا الأغنام لكنني قد نسيت دبة الماء في احد الجلوب ( الجلب اكبر من الديمه ) فذكرتها بعد أن دخلنا الجرب ( الأطيان ) فقررت أن ارجع لها لكنه حلف أن لا يرجع إلا هو وفعلا رجع وأنا مشيت إمام الغنم وهو خلفهن فكانت آخر لحظاتي به أن رأيته في فمه الدجر وعلى رأسه سروال السباحة وهو يبتسم وكانت الابتسامة جزء من خلقة لا تفارقه . بعد ثواني من آخر لحظاتي به سمعت صوت الصاعقة ورأيت البرق يخطف بصري فلتفت إلى خلفي فلم أرآه وكان جبل صغير قد فصل بيني وبينه لا يتجاوز الأمتار فقلت عله يظهر الآن لكنه لم يظهر فرجعت مسرعا فإذا بي أرى دخان اسود كثيف لم أراه من قبل مرآكم بعضه فوق بعض وأنا أصيح بأعلى صوتي ياسر ياسر عله أن يطلع من بين الدخان لكنه لم يجب ولا يسمعني ولن يسمعني بعدها فاقتربت فرأيته مرميا على بطنه الدجر في فمه سروال السباحة ما زال مبلل بجانبه ' حقيقة لحظات مؤلمة ومفجعه بالنسبة لي لكني لم أفكر انه قد مات إنما عله قد صرع لم يظهر عليه علامات تبين وفاته فهو سليم من أي جروح أو تشوهات ' هنا كانت اخر لحظاتي وأخر اجتماعه بأعز وأفضل صديق , ذهبت مسرعا إلى اقرب قرية من منطقة (الثجه) مكان الصاعقة لان قريتي كانت نوعا ما بعيده فذهبت الى قرية ( احرم ) وعلمت أن عندهم ختام بناء وعندهم من ال بن صلاح وان الناس هناك تجتمع وقد تناولوا الغداء هناك فذهبت مسرعا إليهم وكان الوضع لا يوصف مطر ورعد وبرق وخوف مع العلم منطقة الثجه منطقة خلا لا فيها أي احد أو بيوت أو قرى فصحت بأعلى صوتي قبل أن أوصل هدفي لكن سبب المطر مع صوت الزنوج لم يأبه لي احد إلى أن وصلت إلى مكان تجمع الناس فأخبرتهم بالحادثة ودليتهم على مكانه فلهم الشكر فهم رجال بكل ما تعنيه الكلمة من معنى فقد توزعوا واستنفروا استنفار الرجال وبعضهم جلس معي حتى يعطيني التوجيهات عند ما اذهب إلى قريتي كي لا أخيفهم ولا يخيفوني وأتجنب ذكر أشخاص فكلهم هبوا إليه ووطلبوا مني أن لا اذهب إلى أن يأتوا به حتى لا يفزع أهل قريتي رجوعي لحالي مع العلم أن الغنم قد روحت ووصلت إلى قريتي إنها قرية تي كبابة فأفزعتهم رجوعها لحالها وانطلقت الرجال وأمهاتنا باتجاه مراعينا ومما زاد فزعهم أن شاهدوا ال احرم يتحركون بكثرة في المطر باتجاه الثجة فعند رجوعي اكدوا عليا من أعزهم في قلبي أن لا اكلم احد فرجعت فأول من لقيت لقيت أمه ربي يحفظها فقلب إلام دائما هو يشعر بألم وفرح أبنائه فخفت منها وما اعرف ما أرد عليها ألان أن بعظهم أخفاني خلفه لكنها سالت اين ياسر ياسر فقلت هناك وأشرت بيدي إلى تجمع الناس فهروت إلى بيتنا وفي الطريق لقيت أخي عبدالحكيم الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته فسألني وأيضا ابن عمي حسين عثمان لكن تأكيد الناس لي بان لا اكلم احد فلم اخبرهم بشي إلا أن ياسر تعور في رجله قبل دخولي البيت ا لقيني ابن عمي الأستاذ ثابت وكان كلامه معقول يقول لي إذا لم تقل لنا فلمن تقول أن هم أكدوا عليك ألا تقول فلا تقول للنساء أما نحن فوجب أن تقول لنا فأخبرته الحادثة , واعترضتني أخته تقول لن تدخل البيت حتى تقول أين ياسر فقلت لها انه معور في رجله وسيأتي . أكيد عرفتم القصة وعرفتم من هوى ياسر انه ياسر محمد عبدالله العنسي من تي كبابة صديق عزيز وأخ كم تنافسنا على حفر أسمائنا في الصخور وكم لعبنا ورعينا سويا أسال الله الكريم أن يسكنه أعلى جناته ويغفر له ولوالده أن شاء الله أنهم في الجنة ويغفر لأخي عبدالحكيم ويغفر لجميع المسلمين .ويحفظ أهلنا أجمعين . أوصيكم بالدعاء له ولهم أجمعين