سويعات تفصلنا عن المولد الجديد للذكري العظيمة ذكري ثورة 14 أكتوبر الجنوبية المجيدة والتي نحتفل بها هذا العام احتفال يختلف عن احتفالات عقدين ونيف من الزمن كان يتعمد الآخرون في شمال الشمال اليمني من عدم الاحتفال بهذه الذكري المجيدة كونها تشكل منعطف سلبي في حياتهم ولأنها كذلك تكشف عري تاريخهم الأسود الملطخ بالدماء والمؤامرات ضد ثورتنا العظيمة . سويعات تفصلنا عن أهم حدث تاريخي جنوبي صنع فجره أبطال ردفان وشعشع نوره في كل مدن وقري وبوادي الجنوب وسقطت فيه أرواح مئات الشهداء واختلطت فيها دماء الثوار والثائرات علي طول الخط الناري التاريخي التحرري الممتد من عدن حتى لحجأبينشبوةحضرموت المهرة لتكلل تلك النضالات بفجر نوفمبري كان شاهد علي خروج انعم احتلال شهدته الأرض الجنوبية وليغادر الانجليز عدن والجنوب تاركين خلفهم كم هائل من الثقافات والقيم والأخلاق ناهيك عن البنية التحتية التي ساعدت علي النهوض بدولة فتية كانت تهز كل أرجاء الكون من أقصاه إلي أقصاه ولولاء المؤامرات التي أحيكت ضدها من قبل أصابع يمنية شمالية قذرة استطاعت التوغل في مفاصل الدولة الجنوبية حينها وزرع المؤامرات بين أبناء الجنوب وإشعال جذوة الصراع فيما بين الجنوبيون لما آلت أوضاع كل شعب الجنوب إلي ماهي عليه اليوم . سويعات تفصلنا في مدينة النور والسلام عدن عن إيقاد شعلة أكتوبر العظيمة بحضور كل الثوار والمناضلين من الرعيل الاكتوبري والنوفمبري الأول وكذلك الرعيل الثاني من ثوار الحراك السلمي الجنوبي والمقاومة الجنوبية التي نبعت من قلب ميادين النضال في ساحات الجنوب منذ 7/7/2007 حتى غزو مليشيات صالح وأنصار الحوثي مطلع 2015 لعدن والجنوب في حرب لم يشهد لها تاريخ البشرية مثيل استطاع فيها أبطال الجنوب من هزيمة تلك المليشيات وسقط فيها العشرات من ثوار وثائرات عدن شهداء برصاص قناصات الغدر والخيانة اليمنية الشمالية بالإضافة إلي العشرات من الثوار في ضالع الصمود والإباء والرجولة وردفان ويافع والصعيد وكل مناطق الجنوب التي استعرت فيها شرارات الحرب الظالمة التي منيت فيها قوات المستعمر الغازي بأشد واكبر الخسائر في الجنود والسلاح بل وكشفت عن عشرات من الخلايا والأصابع الجنوبية التي كانت تعمل لصالح القوي الظلامية حتى رحلا معا المستعمر الغازي الحوث عفاشي وأصابعه الجنوبية الحقيرة يجرون أذيال الهزائم تلو الهزائم . وهنا لاننسى الدماء الزكية التي سقطت في أرجاء الجنوب لإخوتنا أبطال الإمارات العربية المتحدة الذين اختلطت دمائهم بدماء أبطال الجنوب ورووا بدمائهم الطهارة التراب الجنوبي فما أعظمهم من أبطال وما أعظمه من شعب وما أعظمها من قيادة فتية وما أعظمه من تحالف عربي وقف بصلابة إلي جانب حق شعب الجنوب الشرعي . سويعات تفصلنا عن الحدث العظيم والذي فيه نستذكر شريط طويل من الآلام والأحلام والأماني التي سقط لأجلها طابور طويل من الشهداء والأسرى والجرحى والمعتقلين منذ فجر 14اكتوبر حتى اليوم حيث حان الوقت إلي رد الوفاء لكل أولئك الأبطال وتقديم لأسرهم كافة الرعاية والاهتمام الكبيرين فذكري 14اكتوبر ليست ذكري سياسية فقط بل ذكري تاريخية في مسار الثورات التحررية العالمية وذكري إنسانية نستشهد فيها بكل الأعمال الخيرة لتلك الدماء وتقديم كافة السبل الممكنة التي من شئنها توفير حياة كريمة لأسر الشهداء والأسرى والجرحى والمعتقلين الجنوبيين كونهم الشعلة الحقيقية التي لايزال شعاعها ينير كل الدروب الخيرة في ارض الجنوب فليس المعني ان نحتفل بذكري ثورتنا الاكتوبرية بالبيانات والأغاني الحماسية والاستعراضات فقط ولكن المعني من احتفاليتنا إيقاد الشعلة في نفوس وضمائر الشعوب الحية في العالم بأننا شعبا حي وأننا لازلنا نطالب بحقنا في استعادة دولتنا الجنوبية وأننا مستميتون في تحقيق هدفنا المنشود خاصة وان الوقائع علي الأرض قد أظهرت جليا لدول التحالف العربي والعالم بأسره بان الوحدة اليمنية قد انتهت بل ماتت ودفنت إلي غير رجعه . وأننا كشعب حي في الجنوب قد حددنا وقررنا مصيرنا المتمثل باستعادة الدولة وإعلان وقيام دولتنا الجنوبية الفتية الممتدة من باب المندب حتى المهرة . ومادون ذلك يعد ثامن المستحيلات في تاريخ الثورات التحررية والشعوب الحية في العالم الحر .