تطل علينا الذكري الثانية والخمسين لثورة أكتوبر المجيدة والجنوب بين فرحة انتصار مقاومته الحرة الباسلة وبين آهات وأوجاع ما تعرض له من الاحتلال اليمني بمختلف قواه وعلي رأسهم المخلوع والحوثي وحزب الإصلاح الخبيث. ومن المؤسف أن تحاول عدة إطراف الانتقاص من نصر المقاومة الجنوبية ومن تضحيات شعب الجنوب مصورة أن الانتصار كان لصالح الشرعية اليمنية مع علمهم جميعا بأن معركة الجنوبيين لم تكن من اجل شرعية ولا وحدة وإنما من اجل دين وشعب ووطن وهوية بدولة جنوبية حرة مستقلة. واليوم وبعد أن تمكنت المقاومة الجنوبية من فرض نفسها علي ارض الواقع متبنية أهداف وتطلعات شعب الجنوب، فعليها أن تحافظ علي المستوي الذي حققته بفضل الله وبفضل تضحيات شبابها الأبطال الأحرار وبمساندة قوات دول التحالف العربي. فلا تتوغل في مستنقع المشاركة في الحرب في محافظات الجمهورية العربية اليمنية (الشمال). لأن في ذلك فخ لتدمير المقاومة والجنوبية وللقضاء علي المقاومين. والجدير بالمقاومة أن ترص صفوفها في أطار وطنها الجنوب وان تحافظ علي الانتصار الذي تحقق وعلي هدفها النبيل بهذه الفرصة التي لن تتعوض، وترفض تماما عودة اليمنيين للأراضي الجنوبية المحررة وعدم القبول بهم تحت أي مبرر بمختلف فئاتهم وترحيل من تبقي منهم. حني يتم بناء الدولة وتشريع القوانين للتعامل معهم كأشقاء. وان علي الجنوبيين التنبيه والإبلاغ عن أي أسير جنوبي أو مفقود أو مختطف لأن الاحتلال يستخدمهم كغطاء لجرائمه الإرهابية فينفذ المحتل أبشع الجرائم في ارض الجنوب ومن ثم يظهروا بعض الأسري الجنوبيين ليلقوا عليهم أمثال تلك الجرائم الإرهابية البشعة. لكل دول التحالف الشكر علي مشاركتها الجنوبيين في إحراز هذه الانتصارات في الجنوب ونأمل منها أن ترسخ ذلك الانتصار المحقق بالاعتراف بدولة الجنوب الحرة المستقلة اعترافا يخلده التاريخ فهي الدولة التي اثبت شعبها بأنه يمثل العمق الاستراتيجي والدرع الواقي لجزيرة العرب. وختاما نسأل الله أن يتغمد أرواح شهدائنا وشهداء دول التحالف الأبطال وان يشفي الجرحى ويفك الأسرى انه على كل شيء قدير