حقيقة مؤلمة يشاهدها ويرصدها كل من هو متتبع لكل المراحل والتطورات التي شهدتها الساحة الجنوبية منذ ميلاد ثورة الجنوب السلمية مطلع العام 2007م وحتى الانطلاقة الاولى لشرارة المقاومة الجنوبية في اواخر العام 2014م محققة بكل ثبات واقتدار اهدافها الوطنية في مواجهة ودحر الجيوش الغازية القادمة من صنعاء ومليشياتها الفارسية الجبانة لتصبح بعدها ما يقارب ال80%من اراضي الجنوب المحتل محررة بشكل كامل بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بسواعد رجال المقاومة الجنوبية الابطال وتضحياتهم الجسام واستبسالهم في جميع مواقع المواجهة والقتال مع العدو اليمني البغيض، تلك الحقيقة المذكورة سلفا تتمحور بجميع جوانبها حول صفة واحدة فقط "عدم التصديق بالأمر الواقع والعمل به" حتى وان كان ذلك الواقع قد اتى بنتائج ومتغيرات ايجابية ويحمل بجعبته بشائر الانتصار ذلك الانتصار الذي لطالما انتظره شعبنا الجنوبي المكافح بفارق الصبر على مدى سنوات عجاف خاضها شعب الجنوب بثورة سلمية ثم بمقاومة مسلحة في وجه العدوان اليمني وقدم شعبنا الجنوبي الأبي خلال تلك المراحل العسيرة تضحيات جسام في ملحمة نضالية اسطورية سيخلدها التاريخ بأحرف من نور ابد الدهر.. فبالرغم من هذه الانتصارات والمكاسب السياسية والعسكرية التي نالها شعبنا في الجنوب لاتزال هناك فئة في مجتمعنا الجنوبي تمارس عادتها المعروفة والمتمثلة بإنكار الذات وتقزيم الدور النضالي لشعب الجنوب وعدم الايمان او التصديق بواقع الجنوب اليوم الذي اضحى بغالبية مساحته الجغرافية ان لم نقل كلها يعيش تحت هيمنة المقاومة الجنوبية ورجالها البواسل، نعم هذه المقاومة الجنوبية التي يراد لها اليوم التوهان في اتون المشاريع الاقليمية والدولية الرامية الى كبح جماح ثورة الجنوب التحررية وتسييرها عبر اجندات وطرق يرسمونها بأنفسهم هناك في قاعات مؤتمراتهم المزعومة التي لاتسمن ولا تغني غير انها تعمل على زيادة الطين بلة بالرغم من شعاراتهم الوردية والمنمقة باحترام ارادة الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها شعار وهمي لا غير فهم اي من يدعون وقوفهم مع قضايا الشعوب المظلومة يسارعون الى عرقلة اي تقدم ملموس على الارض لأي حركة تحررية في اي مكان من جغرافيا العالم لاسيما الحركات التحررية في دول الشرق الاوسط كفلسطين المحتلة والجنوب العربي المحتل، ولكن ومع كل ذلك لابد لتلك الشعوب الثائرة ان لا تتوقف ولا تستكين لأي نوع من انواع التحريف والمغالطة الهادفة الى سرقة تضحياتهم وواد اهدافهم السامية في الحرية والانعتاق من قبضة وهيمنة دول الاحتلال المدعومة جليآ من قبل الدول الرأسمالية والاشتراكية على حدآ سواء لضمان بقاء مصالحهم المشتركة في أمن وامان على حساب دماء وتضحيات الشعوب النامية المغلوب على امرها في كل قارة تحتضنها الكرة الارضية.. لهذا واستنادآ الى ماسبق شرحه بايجاز لابد علينا اليوم كجنوبيين بكل شرائحنا الاجتماعية واطيافنا السياسية )) مقاومة - مكونات ثورية - احزاب - منظمات مجتمع مدني - مستقلين(( يجب علينا الالتقاء في بوتقة واحدة والانطلاق نحو بناء دولة الجنوب وفرض أمر واقع بقوة وهيمنة المقاومة الجنوبية وبادارة رجال الفكر والسياسة من كوادر ومثقفي الجنوب وفتح المجال بكل حرية لمنظمات المجتمع المدني في الجنوب والتي سبق لها ان علنت فك ارتباطها بنظام صنعاء لتمارس مهامها المدنية بكل اشكالها وجوانبها على اكمل وجه بنظام ودستور جديد ومرحلي يتم بنائه خلال مدة لا تتجاوز الشهرين من الان مالم يكن هذا سنعود جميعنا الى مربع التوهان والتشتت ذلك المربع الذي رافق حراكنا السلمي لسنوات والذي جعلنا حينها عاجزين ليس عن تحقيق مكاسب سياسية فحسب بل جعلنا عاجزين حتى في الالتقاء بمؤتمر جنوبي موحد وكيان تحرري واحد يعبر عن تطلعات واهداف شعب الجنوب بصوت ثوري منتظم ينقل مطالبنا بشفافية ووضوح الى جميع مجتمعات ومنظمات العالم العربية والغربية..
ياشعبنا الجنوبي الحر ان تقاعسكم اليوم واهمال انتصارات وتضحيات رجال مقاومتكم الابطال وعدم استثمارها بالشكل الصحيح والمطلوب سيجعل من المقاومة الجنوبية مجرد حلم راودكم لفترة من الزمن ثم انتهى ولن يجعل منها واقع كان ومازال ولابد ان يستمر، واقع تجسد بتطهير الارض من دنس الاحتلال اليمني البغيض وفرض قوة وارادة شعب الجنوب الساعي الى تحرير دولته المغتصبة وتحقيق استقلالها التام والناجز على كافة ترابها الوطني.. فالثبات الثبات يا احرار وشرفاء الجنوب ولتعضو على انتصاراتكم بالنواجذ فالمرحلة مرحلة القوي على الارض فبدون القوة لن يتحقق لكم شيء ولن تجنوا ثمار نضالاتكم وتضحياتكم الجسام.