ان مجريات الاحداث وتطورها الدراماتيكي يتطلب منا الوقوف والتأمل والتفكير وبالتالي ابداء توقعاتنا المستقبلية التي على ضوئها كجنوبيين نحدد موقعنا بالخارطة السياسية ليس ذلك فحسب بل لنتمكن من ان نسير بخطى مدروسة وفق ما تشير لنا بوصلتنا المعرفية كما يمكننا ذلك من معرفة وتحديد ماهية مفردات خطابنا السياسي وما يجب عليها ان تكون وهذا بالضرورة يتطلب منا استقراء المعطيات على الارض والتي من خلالها يمكن ان نجيب على سؤالين هامين مفادهما ...ما العمل ؟ وأين ممكن ان نكون؟ يجب ان لا تأخذنا العاطفة وتجعلنا نعتقد ان التحالف او دول الاقليم او حتى المجتمع الدولي سوف ينظر لعدالة قضيتنا من خلال التقارير الدولية لحقوق الانسان لتهتز بعد ذلك جوانحه وتكون عينه العاطفة هي من تحرك ملف قضيتنا في الاروقة الدولية بل على العكس من ذلك فالعالم تحركه رياح المصالح فتغير مسار اتجاهه وتعمي بصيرته فنحن في عالم البقاء فيه دوماً للأصلح وفي هذا المضمار كلانا يدرك ان التحالف وبدرجة رئيسية لن يأتي لنصرة الشرعية ولا لسواد عيون الرئيس هادي بل ان هدفه ايقاف المد الايراني المهدد لأمن واستقرار دول المنطقة ككل الذي يعتبرون جزء منه وإيقاف هذا المد لم ولن يكون حقيقة إلا بتحقيق انتصاره الكامل بما يمكنه من التنكيل بالمليشيات المتحالفة مع ايران وهذا ليس بالأمر السهل مع العلم انه اي التحالف لن يرضى ولن يقبل بأي حل سياسي إلا بشروط تعجيزيه للطرف الاخر اي بما يضمن عدم قدرة المليشيات المتحالفة مع ايران من اعادة انتاج نفسها بدعم ايراني جديد لذا فالتحالف مستعد ومن اجل معركته المصيرية ان يبذل الغالي والنفيس ولكنه سيبقى امام سيناريوهين لكل واحد ادواته السياسية هما : السيناريو الاول : ان المجتمع الدولي سيغض الطرف تجاه كل الممارسات التي يقوم بها التحالف في اليمن ولن يطالبه بالحسم حتى اذا اطالت أمد الحرب ومع ذلك سيظل موضوع الحسم امراً صعباً فإذا كان الجيش الامريكي بقوته وعتاده وقع في المستنقع الافغاني وكلفه الكثير وبالنتيجة لن يستطيع ان ينصر حلفاءه بل عادت طالبان للسيطرة من جديد فبالتأكيد ستكون صنعاء مستنقع للتحالف للاعتبارات التالية : اعتمد التحالف على مقاتلين مشاه اجانب (سودانيين بدرجة اساسية) وهذا ما يثير حفيظة الشماليين ويتزايد انصار صالح والحوثي يوماً عن يوم ويمكن الحوثي وصالح من العزف على قيثارة الوطنية ضف الى ذلك ان الجندي الاجنبي الاجير سيكون اقل كفاءة في القتال لأنه مجرد اجير وبدون قضية توجهه معنوياً هذا من ناحية ومن ناحية اخرى انه اقل دراية بالتضاريس اليمنية وسيواجه صعوبة في البيئة القتالية. فشل التحالف في اثارة الداخل الصنعاني والشمالي ككل ضد صالح والحوثي بل اظهروا تماسك داخلي قوي. لا توجد بيئة حاضنه لجنود التحالف في الشمال وان وجدت فهي بيئة مخادعة الامر الذي يفسر تمكن التحالف من تحرير الجنوب بسرعة وإمكانيات اقل. السيناريو الثاني وهو مستبعد بعض الشيء ومرتبط بتطور الاحداث على المستوى الدولي ومفاده ان صالح والحوثي سيحظون بإسناد وتدخل روسي ايراني قوي على غرار ما حدث لأسد سورية مع اختلاف المصالح والاستراتيجيات التي تقلل من امكانية حدوث هذا السيناريو ولكن مثلما اسلفنا مرتبط بتغير الاحداث والسياسات وتبدل خارطة التحالفات قد يصبح ذلك ممكن الحدوث وعندها سيجبر التحالف على قبول الحل السياسي بشروط الحد الادنى. ولكن اين نحن كجنوبيين من ذلك ؟ عقدت مشاورات وتم التخطيط لعقد مؤتمرات وتم استدعاء الاطراف السياسية كمحاولة للتوصل لحل سياسي ولكننا كجنوبيين منسيين ولكننا لم نكن جزء من تلك المعادلات السياسية ... لماذا ؟ الجواب لأننا لم ندرك ماذا نريد وأين نحن من هذا المعمعان ؟ رغم اننا كجنوب نمثل الفصيل السياسي الوحيد الذي جعل التحالف يظفر بانتصارات لولاها لأصبحت قوات التحالف محبطة مهزوزة مهزومة مأزومة . ما نريده كمقاومة جنوبية حق تقرير المصير واستعادة دولتنا كاملة السيادة بحدودها المعترف بها دولياً ..وذلك هو هدفنا الرئيس ولكننا وللأسف نردد ذلك كشعار ونحفظه كقالب جامد ما يجب ان ندركه هو التالي: 1 اننا بحاجة ماسة الى دعم التحالف لتحقيق هدفنا باستعادة دولتنا 2 ان التحالف بحاجة ملحة لدعمنا في معركته المصيرية 3 ان التحالف لا يأبه بشيء اسمه الوحدة اليمنية فهو مع انفصال الجنوب اذا كانت الطريق لانتصاره في معركته المصيرية والعكس معها . من خلال هذه المعطيات وبالرجوع السيناريو الاول الذي يبين ان التحالف لن يستطيع ان يظفر بأي انتصار إلا بجنود يعرفون الجغرافيا والتضاريس وقادرين على التكيف والبيئة القتالية اليمنية وتلك هي ضالتنا كجنوبيين سيماء وانه فشل في شمالاً في بناء جيش مناوئ لصالح والحوثي عداء بعض القبائل المصلحية التي سال لعابها لسلاح التحالف بعبارة اوضح لماذا لا نقبل كجنوبيين ان يكون ابنائناء هم افراد ذلك الجيش المرجو على قاعدة انصرونا ننصركم قد يقول قائل ماهي الضمانات لعدم الاخلال بالاتفاق من قبل التحالف فبعد ان ننصرهم في معركتهم المصيرية يخذلونا ويصرون على وحدة اليمن اقول لهم الضمان الناجع هو ما يلتزم به التحالف المتمثل بإعادة بناء الجيش الجنوبي على اطر عصرية من الأبره الى الصاروخ والطيران وووو فطيارينا موجودين وقوام الجيش الجنوبي بكفاءاته لازال موجود بحاجة الى صقل فقط هذا بدلاً من ان نتركهم يستغفلون الجنوبيين للقتال الى جانبهم بدون اي شروط مثل ما يحدث اليوم في معركة تحرير الجحملية الحالمة . اما اذا سارت الاحداث وفقاً للسيناريو الثاني المستبعد الذي سيجبر التحالف على القبول بالحل السياسي فان التحالف ووفقاً لمصالحة سيدعم انفصال الجنوب لأسباب عديدة لعل اهمها ايجاد دولة سنية خالصة(الجنوب) تشرف على جزء كبير من حدود المملكة زعيمه التحالف وتطل على باب المندب وبانفصال الجنوب معناه سحب الثروات من ايدي اعدائها