كثفت مقاتلات التحالف العربي غاراتها الجوية ضد أهداف ومواقع تابعة للحوثيين والموالين للرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، في محافظة تعز، جنوبي اليمن، في وقت تواصلت فيه مواقف المقاومة المعارضة لعقد مفاوضات سياسية بين الحكومة والانقلابيين في جنيف. وأفادت مصادر في المقاومة الشعبية بمدينة تعز أن مقاتلات التحالف نفذت، اليوم الأحد، العديد من الغارات الجوية استهدفت معسكر اللواء 22 ميكا في منطقة الجند، كما استهدف مواقع متفرقة في منطقة المسراخ غربي المحافظة. وقال مصدر عسكري من الجيش الوطني في تلك الجبهة، ل"العربي الجديد"، إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الجبهة الجنوبية المفتوحة تمكنت، بعد معارك عنيفة في تلك المناطق استمرت حتى ظهيرة اليوم، الأحد، من استعادة مناطق استراتيجية، منها مناطق الكلائبة والغفيرة السويدة وقريه الجزارين، وهذه الأخيرة تعد منطقه قريبة من مدخل مركز مديرية المسراخ. وأكد المصدر أن المعارك أسفرت عن إحراق عدد من الأطقم العسكرية التابعة لمليشيات الحوثي والمخلوع صالح في منطقة الأقروض، وفضلاً عن ذلك سقط عشرات القتلى من عناصر المتمردين الانقلابيين. كما قتل 4 من عناصر الجيش والمقاومة وجرح آخرون. كما أكدت مصادر في المقاومة أن مسلحيها باتو على مقربة من الطريق الرئيسي، في منطقة طالوق، الرابط بين مدينة التربة ونجد قسيم مع مناطق المسراخ والضباب، في الجهة الجنوبية أيضاً . وفي منطقة القبيطة بين محافظتي تعز ولحج، نفذت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع وتعزيزات للحوثيين، ودمرت آليات تابعة للجماعة وحلفائها، بالتزامن مع معارك شهدتها المنطقة بين المقاومة الشعبية والانقلابيين، راح ضحيتها العديد من القتلى والجرحى أغلبهم من الحوثيين. كذلك استهدفت الغارات أهدافاً في مرتفع القاضي في حي العسكري، ومناطق صالة والكسارة وعزلة الأقروض، وحيفان ومواقع قرب اللواء 35 مدرع، ومنطقة القصر الجمهوري، والمطار القديم، وغارات في الضباب غرب المدينة، وسط أنباء عن تدمير العديد من الآليات للحوثيين بهذه الضربات. وأفادت الأنباء بسقوط العشرات من القتلى والجرحى من الحوثيين وحلفائهم، وتعد تعز أبرز جبهة مواجهات مباشرة بين المقاومة والانقلابيين، ويفرض الحوثيون وحلفاؤهم حصاراً خانقاً على المدينة منذ أشهر، فيما وجهت اللجنة الطبية في المدينة تحذيراً من كارثة إنسانية محققة جراء نفاذ مادة الأكسجين من العديد من المستشفيات. وفي صنعاء، نفذت مقاتلات التحالف اليوم غارات في منطقة همدان شمالي العاصمة، بعد غارات فجراً في جبل عيبان في مديرية بني مطر. وفي محافظة صعدة، معقل الجماعة شمالي البلاد، اتهم الحوثيون التحالف بتنفيذ غارات في منطقة ضحيان، قالوا إنها أسفرت عن مقتل أربعة من أسرة واحدة، الأمر الذي لم يتسن التأكد منه من مصادر مستقلة. وفي أول تأكيد رسمي من قبل الحوثيين لسيطرة قوات التحالف على جزيرة حنيش الكبرى، قبل أيام، أعلن الناطق باسم قوات الجيش الموالية للحوثيين وصالح، العقيد شرف غالب نعمان، أن ما وصفه باحتلال جزيرة حنيش لن يستمر طويلاً. ونفى لقمان أن تكون الجزيرة، التي تُعد إحدى أكبر الجزر اليمنية في البحر الأحمر، وسيطرت عليها قوات التحالف قبل أيام، قد استخدمت كمحطة إنزال للأسلحة المهربة. وفي سياق مواقف المقاومة من المفاوضات المقرر أن تنطلق الثلاثاء القادم برعاية الأممالمتحدة، أعلنت المقاومة الشعبية في محافظة الجوف، أنها غير معنية بأي حوار أو اتفاق لا يلتفت إلى تضحيات ومعاناة الشعب اليمني، ويفضي إلى استعادة الدولة ومعاقبة الانقلابيين على ما ارتكبوه بحق الشعب ودول الجوار. واعتبرت المقاومة، في بيان صادر عنها اليوم، اطلع "العربي الجديد" على نسخة منه، أن القوى الانقلابية قد كشفت عن أهدافها، وأنها من انقلب على كل الاتفاقات ونسف كل المبادرات، وهي إنما تحاول كسب المزيد من الوقت لبسط سيطرتها على مناطق أوسع في البلاد، لأن تاريخها السابق يؤكد أنها لم تلتزم بحرف واحد من كل الاتفاقات السابقة. وكانت الأيام الماضية قد شهدت مواقف رافضة للحوار مع الانقلابيين، من قبل المقاومة الشعبية في محافظاتتعز وإب ومأرب، حذرت بمجملها من مراوغات الانقلابيين وسعيهم إلى استثمار المفاوضات.
