مرت شهور على تحرير معظم اراضي الجنوب بعد معارك طاحنة أكلت الاخضر واليابس ودفع كلفتها شعبنا الجنوبي بقوافل من الشهداء الذين قضوا نحبهم في سبيل تحرير وطنهم من براثن مليشيات الجهل والتخلف. لكن المحزن والمبكي ان نرى الجنوب اليوم يغرق في الفوضى ويدخل في اتون صراع يقوده نحو المزيد من الضياع والتشظي . ما يؤلم قلوبنا نحن الجنوبيون هو ان نرى وطننا ينحدر نحو المجهول ,والنصر الذي اجترحناه بتضحيات جسام يتسرب من بين ايدينا تسرب الماء من الغربال . ماذا يجري في الجنوب ؟ولماذا كل هذا الصمت والتغاضي عما يحصل يا دول الخليج. انسيتم الجنوب وشعبه؟ أنسيتم قوافل الشهداء من ابناء الجنوب ومن ابنائكم انتم الذين سقطوا في سبيل دحر جحافل الفرس من عدن وباب المندب. لماذا كل هذا الصمت عما يجري في عدن من انفلات أمني وانتشار للمجاميع المسلحة والقتل اليومي والخراب ؟اليس من الاحرى بكم ان تؤمّنوا الجنوب اولاً وقبل كل شيء. يا اخواننا في دولة الامارات والمملكة العربية السعودية والله اننا نقدر كل ما تعملوه من اجل الجنوب وثقوا اننا لن ننسى افعالكم وجمايلكم فنحن منكم واليكم وامننا هو امنكم انتم ,والجنوب سيظل السند الذي تتكؤون عليه ..لكن يا حضرة الاشقاء عليكم ان تدركوا ان الوضع الامني في الجنوب مضطرب والأمور تتجه نحو منزلق خطير. عدن بالذات بعد ان تحررت من ميليشيات الاحتلال اغتالوها العملاء وأنصاف الرجال, انها تصرخ وتئن من طعناتهم الغادرة التي اثخنتها بالجراح.. عدن اليوم لم تعد تكترث بالوجود في ظل غياب الامن. لا جدوى من ترميم المنشآت وتلوينها في الوقت الذي تتلون فيه شوارع عدن بدماء ابنائها الذين اصبحوا قرابين تذبح على قارعة المجهول وبشكل يومي. يا احبتنا لا مجال للتلكؤ والتزلف والمساومة واللعب بأوراق السياسة بل لا مجال للانتظار ,عدن تستنجد بكم ,فوالله لن يستطع المحافظ ولا مدير الامن ولا الرئيس الشرعي ان يعملوا شيئاً بدون دعم حقيقي وسريع منكم ,فالدولة في الجنوب كل مواردها الاقتصادية معطلة ولن يكون بمقدورها عمل شيء بدون دعمكم ورعايتكم. يا اخوتنا في الخليج نحن في الجنوب بحاجة للأمن قبل الغذاء , نحن بحاجة للطمأنينة قبل الدواء, نحن بحاجة للعيش بأمان قبل احتياجنا للتعليم ..فكيف سيذهب اولادنا الى المدارس التي رممتموها وباعة الموت يتجولون في الشوارع يسرقون البراءة من وجوه الأطفال؟ ثم من سيداوم في المستشفيات التي قمتم بصيانتها والقتلة يهاجمون الابرياء ويغتالون المقاومين في غرف العناية المركزة . كفانا ألم كفانا وجع ..الامر لم يعد يقبل المزيد من التأخير, خذوا المدارس والمستشفيات ,خذوا الماء والغذاء والدواء وأعطونا مجموعة أطقم عسكرية تحمينا من فعال الانذال وغدر انصاف الرجال .