على الاصلاحيين أن يقبلوا بالمصير الذي لقيه الثور الاسود ( الاشتراكيين ) في عام 1994 بروح رياضيه ، ويغادروا الساحه بدون ضجيج ، ويحفظوا ما تبقاء من ماء الوجه ، فلكل زمان دولة ورجال . لان الظروف تغيرت والتحالفات تبدلت ،ومهمتهم أنتهت بأنتهاء نظام صالح ،ويأخذوا الدرس والعبره من قول جلال الدين الرومي : " كل من يكون لة مدد من داخله ..لا يخاف من العالم الذي لا مدد فيه ". فالمؤتمر صنع من داخله جيل الشباب الذي يأخذ مدده من المذهب والقبيلة ،بالأضافة إلى الدعم الإقليمي والخارجي الذي يحظى به ليكون مؤهلا بقيادة المشروع الوطني الذي يجسد الإرادة الشعبيه والذي يتمثل بدرجة أساسيه ببناء الدولة المدنية الحقوقية ،الذي يرفض الهيمنة ولا يقبل بنظام المحاصصه ويرفض الحرب والعنف والتطرف كوسيلة لتحقيق الأهداف السياسية .. فمثلما قام حزب المؤتمر بقيادة صالح بعد الوحدة بتفريخ حزب الاصلاح،والجماعات الأسلامية المتطرفه في اليمن،لأستخدامها في تصفية كوادر الحزب الاشتراكي, وأقصاءه من السلطة,وشن الحرب عليه وعلى الجنوب في عام 1994 ,.كذلك قام المؤتمر الشعبي العام بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح،بتفريخ جماعة انصار الله ( الحوثيين) بدعم من ايرانوامريكا ،لمواجهة السلفيين والجماعات الاسلامية المتطرفة في حزب الاصلاح, بعد ما أنشقوا عن نظام صالح, وركبوا موجة التغيير وسرقوا ثورة الشباب في عام 2011 .أي أن ما يحدث في اليمن هو عملية أنتقال لقوى النفوذ والتسلط المسيطرة على القرار السياسي والعسكري في البلد،من الأسلام السياسي السني الذي تطمح مرجعياته الدينيه في الحكم والسلطه،الى الاسلام السياسي الشيعي المعتدل المقبول من امريكا والغرب هذه الايام.فظهور جماعة الحوثي في اليمن وصعودها الدراماتيكي الصاروخي وسيطرتها على العاصمة صنعاء في21 سبتمبر2014 وإسقاط الدولة والحكومه وتفردها بالقرار السياسي في البلد،يؤكد أن المؤسسه القبليه العسكريه التجاريه الحاكمه في النظام السابق بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح،هي وراء كل هذا الظهور السياسي والعسكري لجماعة الحوثي الذي فاجأ العالم،.مما يؤكد بأن جماعة الحوثي تم أستغلالها محلياً وإقليمياً ودولياً ضمن أجندة الثورات المضادة للربيع العربي،لكي تقوم بسحق جماعة الاخوان المسلمين في اليمن التي تمكنت من سرقة ثورة الشباب في2011 للوصول الى السلطه.فالحوثي تكوين سياسي كونة المؤتمر الشعبي العام بقيادة الزعيم صالح يسعى الى أستعادة السلطة،بحجة تمثيل الزيديه،وليس ضمن برنامج سياسي وطني،وهذا يتطلب توحيد الصوت الزيدي وقمع أي معارض في إطاره،حتى تكتمل شرعية التمثيل.وهي عملية مارستها جميع التكوينات الطائفيه المماثله،مثل حزب الله في لبنان وكذلك تأسيس جمهورية ولاية الفقيه في ايران التي تعتمد نظرية سياسيه مخالفه للنظريه التقليديه للمذهب الأثناعشري .. فالمؤتمر انشق نصفين بعد ثورة فبراير 2011 وقضاء على الاسلاميين تحت شعار الحرب على الارهاب ،وجعل معركة " صفين " التي حدثت بين معاوية وعلي في السابق تنتهي هذه المره بصورة عكسية وفقا لمتطلبات المرحلة ومشروع الشرق الاوسط الجديد والحرب على الارهاب ..فلقد أثبت المؤتمر بقيادة صالح اليوم أنه رقم صعب ،يصعب تجاوزة في كل المعادلات السياسيه القادمه . ،لان القوة في الجماهير أكثر مما هي في ترسانة السلاح التي لم تغن شيئا في وجه التفوق النوعي والكمي للتحالف .حيث يؤكد حشد اليوم أن صالح هو اللاعب الرئيسي على الساحة الداخليه في اليمن ،وأنه أراد أن يقول لبست قفازات الحوثي خلال الفترة الماضيه ،ليكون الحوثي هو عراب السلطة للأنتقام من حلفاء الأمس " معارضي اليوم " .ولكني أظهر اليوم بلا رتوش ولا قفازات ولا أحترازات أمنية .فقد حملت حشود اليوم في السبعين رسائل عدة ،داخلية ،وخارجية،فهي رساله للحوثيين في المقام الأول ،قبل أن تكون رساله لخصوم المؤتمر الآخرين ..كونوا من خصوم المؤتمر أو من أصدقائه ،لكن المؤتمر بقيادة صالح حزب سياسي قوي .