لا اعتقد إن محادثات الكويت ستحرز أي تقدم يذكر حتى وان كان اللقاء بحد ذاته يعتبر مكسبا سياسيا لدول التحالف ! لكن كل متتبع للشأن اليمني والحرب الدائرة في اليمن بين قوات السلطة الشرعية ودول التحالف العربي من جهة وقوات الرئيس اليمني المخلوع صالح من جهة أخرى يرى ان هذه الحرب اذا لم يكن فيها " حسم عسكري" فمن الصعب إن يكون فيها حل سياسي ! وذلك لأسباب يعرفها ويدرها الكثيرون أهمها
التعقيدات والتداخلات الدولية والإقليمية في هذه الحرب !ومن الواضح إن هناك قوى دولية وإقليمية تدعم وتؤيد الانقلابيين وعلى رأسهم صالح وذلك لعمق العلاقات والمصالح التي حصلت عليها هذه القوى من الرئيس المخلوع والتي تدرك جيدا انه لا يمكن الحصول عليها من أي نظام جديد مهما كان !
ضف إلى ذلك ما يحضا به الحوثيين من مساندة كبيرة من تلك القوى التي أوجدت الحركة الحوثية
وجعلت منها مركزا مهما لتنفيذ مشروع الصراع ( السني الشيعي) في المنطقة ! ولاشك إن تلك القوى تلعب دورا كبيرا وتمارس ضغوطا سياسية على دول التحالف كلما شعرت أنها ربما تحقق نصرا عسكريا!
وذلك من خلال الأممالمتحدة رغم إن هناك قرارات من مجلس الأمن واضحة ومحددة ورغم عدم الالتزام بها من قبل قوات المخلوع والحوثيين إلا أنها لم تمارس أي ضغوط فعليه وجدية لتنفيذ تلك القرارات ! حيث اصبح من الواضح إن ما يجري وراء الكواليس في هذه الحرب يجعلها مُعقدة تتحكم فيها تلك القوى التي تشعر بخساراتها في حال إن حسم الأمر عسكريا في اليمن ! خسارة مصالح كبيرة وخسارة نفوذ أكبر لتمرير مخططات تم الأعداد لها منذ وقت مبكرا
ولم يكن في الحسبان إن يحدث للمخلوع ما حدث أو إن يكون هناك قرار عربي بتنفيذ تحالف مثل ( عاصفة الحزم)
كما واجهت دول التحالف والشرعية مؤامرات وخذلان كبير حتى من قبل بعض قوى النفوذ والأحزاب اليمنية الشمالية ! حتى وان ادعت أنها تؤيد وتقف إلى جانب هادي وقوات التحالف !
وهذا أيضا شكل معضلة كبيرة أمام قوات التحالف ! خصوصا في اليمن الشمالي الذي يوجد لعفاش والحوثيين فيه حاضنة كبيرة جدا ومتجذرة ! بعكس الجنوب التي تحررت مُعظم مناطقها في فترة بسيطة لسبب عدم وجود حاضنة لهم في الجنوب وعدم وجود أي خذلان لقوات التحالف في كل شبرا من ارض الجنوب ! لهذا تحررت
لكنها واجهت ولازالت تواجه توحد كل أطياف وأحزاب وقوى ونفوذ اليمن الشمالي المتمثل في تصدير كل ما يعكر صفو الأمن والاستقرار فيها وجندت المئات من المرتزقة للقيام بعمليات الاغتيالات وغيرها في عدن !
حتى تظل في معادلة سياسة مع ما يجري على ارض الشمال من قبل قوات الشرعية ودول التحالف !
ووصل الأمر حتى في التآمر على حجب مظاهرات 17ابريل المليونية
التي خرج فيها الشعب الجنوبي يوجه رسالته إلى مؤتمر الكويت والعالم من انه يطالب باستقلاله واستعادة دولته وعاصمتها عدن !
وهذا أيضا جزء من توحد الشماليين ومؤامراتهم على دول التحالف والجنوب على حد سوأ! والسؤال يقول
هل من مصلحة دول الخليج أن تظل اليمن موحدة والعدد الأكبر بشريا وعسكريا
(شماليين) يكنون كل العداء لدول التحالف ويعتبرونها دول معتدية ! أم أن من مصلحة دول الخليج أن تقف إلى جانب الحق والشعب الجنوب الذي يشكل عددا بسيط بشريا وعسكريا ! لكنه يمتلك وطن مترامي الأطراف ويطل على اهم الممرات المائية في العالم !
كما لا توجد فيه حاضنة تتجانس مع تلك القوى الطائفية في الشمال التي تحضا كما قلنا بدعم قوة دولية وإقليمية تتبنا مشروع الصراع الجديد في المنطقة! كما يجمع شعبه الكثير والتقارب الاجتماعي والثقافي مع كل دول الخليج !! الوضع مُعقد وخطير ويحتاج إلى وقفة واعتراف بحق الشعب الجنوبي أن أرادوا أهلنا في الخليج الأمن والاستقرار وضمانه في المدى البعيد