حاوره / ابراهيم الشاش هو عملاق كبير من نجوم الزمن الذهبي الجميل ولكن من طراز فريد جدا عاش حياته للمستديرة اعطاها عصارة ايام شبابه وأعطته حب الجمهور الذي مازال يتذكر اسمه الكبير فكان بحق عملاق من عمالقة الزمن الجميل الذهبي 1950-1961م كيف وهو الباقي من عمالقة القدماء ومن الذين لعبوا وعايشوا زملائهم الكبار امثال علي محسن مريسي وعبدالله خوباني وعوضين –(عوض بن عوض)- ومحمد عبد الرب وصالح ميوني وانيس خوباني وعادل حبيشي وابو قيصر ومعتوق خوباني وابراهيم صعيدي ورفيق عوض واخرين وكان مع الخوباني يشكل ثنائيا خطير لطالما عزف اروع سيمفونيات الرياضة .. ان القلم ليعجز من تعداد مناقب هذا العملاق الذي جمع بين عملقة الرياضة واستاذيته وثراءه الثقافي والادبي وهو صاحب اروع كتاب طُبع عن تاريخ الرياضة في عدن ولقد قيل عنه الكثير معلقين وأساتذة ورياضيين كبار ولن اضيف امام هؤلاء شيء الا قول انه العزيز الكاتب والكابتن احمد محسن مشذلي التقيته وكالعادة تركت له المجال ليحدثنا عن قبساً من انوار مشوار حياته المليئة بالعطاء والعرق والكفاح والدموع .. ابتسم ببشاشة وراح يسرد هذا القبس .. اسمي احمد محسن مشذلي . من مواليد 1945م المعلا-عدن متزوج واب لستة اولاد وبنات ، المستوى الدراسي جامعي بكلاريوس اقتصاد .. اللقب(المشاكس) وقد اطلقه عليه المعلق والناقد عوض با مدهف .. بدايات كانت من الحواري من نادي اسسته –( نادي الانتصار)- عام 1958 وكنت متعلق يومها بنادي الجزيرة وكنت اسكن في الشارع الذي يسكن فيه كبار نجوم الجزيرة اقبال عبدالجبار عوض/عبدالله خوبان صالح ميوني/ وعوض بن عوض/ عادل حبيشي/ ابو قيصر وغيرهم .. بدأت شهرتي تطفو الى السطح من خلال المباريات التي كنت العبها حتى تحقق حلمي وانضممت الى نادي الجزيرة بعد مشوار طويل وشخصيات حاولت كبحي عن طريقي وشخصيات اكثر ساعدتني لانضم للجزيرة وكان مشواري مع الجزيرة وفيه قصص مثيرة لا يتسع لها الحيز هنا وقد ذكرتها في كتابي ولعبنا مع العديد من الاندية الكبيرة مثل الاحرار اتحاد لحج-(الحسيني)- وغيرها حتى تم انتخابي رئيساً لنادي الجزيرة ، لقد لعبنا مع فرق كثيرة وقوية في الشيخ عثمان والمعلا والبريقة وكانت هناك مسابقات تقام في ملعب حامد –( بمناسبة زيارة الهاشمي)- تحت اسم –(كأس الامير)- التي اخذناها في 1961 واصبت حينها بكسر في يدي وتم تجبيرها من قبل المصعبي الاب الذي حضر المباراة.. وقد عانيت يا اخي ابراهيم معاناة كبيرة اكان من قبل اسرتي التي كانت تخاف عليّ من الاصابة وحاولت مرات منعي او من خلال عدم فهم البعض لماهية اللعبة وأسسها وكان سندي دائما هو الله ثم الجمهور الذي استقي منه القوة والحب باختصار شديد عانينا نحن في الزمن الجميل مالم يصدقه احد ووصلنا الى ما وصلنا اليه والحمد لله . اما المشاركات كانت منها كثيرة وزمان كانت كرة القدم متطورة ففي عام 1962م شاركنا في زيارة مصر ولعبنا مع الاسماعيلي وايضا فريق الاسماعيلي زار عدن كما شاركت في اسمرة-(اثيوبيا)- وجيبوتي والمكلا وعدد كبير من المشاركات الخارجية لا تسعفني الذاكرة هنا لذكرها كلها ومن زملائي الذين شاركوني اذكر منهم احمد عوض يافعي- محمد احمد الصبيحي- احمد فضل عبدالجبار عوض- معتوق خوباني –رفيق عوض – زكي احمد قايد – قاسم هادي – محمد علي مبارك- وغيرهم.. اما الموقف الذي علق بذاكرتي يوم مباراتنا مع فريق شباب التواهي وكان يلعب له استاذي في المدرسة وكان يلعب ظهير وحذرني من ان اقترب ناحيته أي ابعد عنه ولكنني بطبعي مشاكس في الميدان تجاوزت التحذير وبعد المباراة التي فزنا فيها وفي اليوم الثاني ذهبت الى المدرسة ووجدت استاذي واقف امام باب المدرسة قائلاً : قلت لك هناك اربعة دفاعات معنا سبتهم كلهم وجيت عندي هيا روح انته مطرود.. ضحك قليلا ثم اردف الكابتن محسن مشذلي وبكل وقار كانت ايام جميلة رغم كل شيء.. اذا سألتني عن افضل مهاجم ودفاع ووسط منهم كثير واذكر منهم في الهجوم عبدالله خوباني/ سالم زغير/ ابراهيم صعيدي/ عباد احمد/ عبدالله جامع/ وفي الوسط عباس غلام/ سعيد عذب /ابوبكر طرموم/نصر شاذلي/بوجي خان/ جواد محسن/ وفي الدفاع عبدالجبار عوض/ يسلم صالح/ خالد شيباني/ ابراهيم علي احمد/ احمد صالح قيراط ..اما الهدف الذي اعتز به فكان ضد الوادي عام 1964م حينما علق عليه انه بضربة قوية لم يستطع حارس المرمى صدها وهناك اهداف كثيرة .. ان ما يميز الزمن الجميل هو (الهوية) وقوة الانتماء عند نجم زمان لهذا ما زالت اسماء اللعيبين محفورة وكان اللاعبين على درجة كبيرة من التفهم والتواضع اما عن نصيحتي المجدية للسلطات والقيادات التي تحتكر كل شيء يتعلق بالرياضة نصيحتي لهم ان يدعوها فهم ليس اهل لها وبعدها يمكن لنا ان نوجه النصائح للشباب في المجال الرياضي .. زمان اللاعب كان يدفع من جيبه لشراء اداوته وحتى لتصبين ملابسه عند الدوبي اما لاعب اليوم فهو مادي لا يبحث الا عن المادة وهذا ما جعل الرياضة تتأخر رغم انه كل شيء متوفر للاعب اليوم ولكن الشعور بالمسئولية التي اعتدنا عليها نحن زمان غير موجود في لاعب اليوم ،، اليوم الرياضة تطورت في كل الدول المعمورة الا في عدن .. ولم يبقى من الرياضة غير اسماء نجوم الزمن الجميل داخليا وخارجيا هل كنا نسمع عن مدرب الكابتن الاسطورة بيليه وبوبي شارلتن او علي محسن وعبدالله خوباني او سالم زغير.. هل كنا نسمع عن اخبار رؤساء الاندية الذين يشترون ويبيعون اللاعبين وهل كانت سمعة وشهرة مدرب الفريق او رئيس النادي تطغى على سمعة وشهرة لاعب الخمسينات والستينات هذه لمحات بسيطة لكنها واليوم للأسف لا طعم له ولا رائحة .. واخيرا اشكرك اخي ابراهيم واشكر صحيفتكم على هذا اللقاء والسلام