في الجنوب وحدها يستيقظ. المجتمع الجنوبي على تشادد مكاره الجزر والتباعد عن المصير الجنوبي ، مثلما هو الحال بواقع مقاومته الجنوبية في استيقاظها على جيوش لا تشبه بعضها ، وعلى حاضر تنحدر عنه الآمال ، ويضمحل مداره عن تجدد فرص الحياة الكريمة ، وتكابد أيام عبرات التحسر بمرارات التعثر ، وتناوبت سياقاته بمخاوف الرجوع إلى ساحات القهر والإذلال ، ولعله قد أضحى مثخن باجتهادات مفخخة في ازدواجية الهوية بموقف الولاء ، فلا تجزع عزيزي القارئ الجنوبي مما قد لا استطيع ان اخفيه عليك بأنه لم يعد في إمكانك ان تعقد اقرار مصيرك على رهان مكبد بمعللات المأساة في ترا جيديا الحدث !؟ فالساحات لم تعد بالجنوبية مثلما ينظر إليها ، ولكنها أضحت تعج بهدير التناحر ، جيوش وجيوش لا تشبه بعضها ، ولا يهتدي ولاؤها تحالف الشرعية ، مثلما هو لم يكن ولاؤها إلى سطوع النجم الجنوبي الأوحد بالهوية . ولعلها جيوش قد استجاشت هدير تناحرها بمزيد من المخاوف المتسللة إلى حاضرنا ، تراكب لم يكن لونه إلا شهية لاستنهاض تفجر المكاره على جيوغرافيه الانسان ، والارض ، والدولة الجنوبية . فالعاصمة الجنوبية عدن وما جاورها من محافظتي لحج وابين المحررة ، قد جرت مدنيتها الى ويلات الارهاب الانتحاري والقتل بالهوية ، ولا تخفى عنا عسرة الحال بحال شبوة الجنوبية القابعة تحت الوية الظلام المعسعس ، مثلما هي حضرموت اليوم قد طوق السواد الاعظم من جغرافيتها لإذعان جيوش المنطقة الاولى المفخخة والمتداخلة في الوانها ، رغم زعم قيادتها بالولاء لشرعية التحالف برئاسة هادي ، ولاء مفخخ فيه الوطن ومزجور فيه الانتماء الجنوبي ، وعلها لم تكن إلا بالانقلابية الولاء لهويتها العصبية صوب إراقة ، واستباحة الدم ، والارض الجنوبية !"؟ ولعلنا امام تحدي شديد القساوة ، تحدي لم تكن فيه مكلا حضرموت بسلام لآمنين إلا بتجسار وتعاظم الاثمان ، اثمان باهضه بقربات الدم والدمع والوجل ، رسمت سجالها شرف الجندية الجنوبية في ميدان التضحية والإباء بجندية الابطال لواء الشهيد با رشيد ، والوية النخبة الحضرمية . وفي ذات السياق ، سياق التحدي اوجز قراءتي بذات التحدي في سؤال الغد بمكن هل يمكن للمجتمع الجنوبي وهويته المقاومة ان تجد صيغة للتعايش الجنوبي الهوية ؟